السلام عليكم
أضع بين أيديكم هذا الموضوع حول الفكر الاجتماعي عند المسلمين- ابن طفيل
لا تسونا بالدعاء في سجودكم
تاريخ الفكر الاجتماعي عند المسلمين .
لمحة عن المجتمع في الجاهلية .
* التنظيم الاجتماعي : تعتبر القبيلة الوحدة الاجتماعية التي يقوم عليها النظام البدوي وتتألف القبيلة من ثلاث طبقات رئيسية هي :
o طبقة الأحرار: وهم العرب المنحدرين من اصل واحد ومشترك هو الجد الأعلى للقبيلة.
o طبقة الحلفاء : وهم عرب تربطهم بالقبيلة المصالح المتبادلة بين الطرفين وذلك بغية المحافظة على كيان القبيلة الضعيفة .
o طبقة العبيد: وهم نتيجة شراء أو اسر، ويعمل أفراد هذه الطبقة في الأعمال اليدوية ورعي الماشية ولا يشتركون في الحرب .
· مكانـة المرآة : كان المجتمع ينظر للمرآة على أنها عالة نظرا لدورها الثانوي في مختلف النشاطات لذلك ذهب بعظهم إلى واد بناته ، على أن هذا الوأد كان لعوامل اقتصادية و اجتماعية ودينية . فمن الصفات الاجتماعية ، أن الزواج كان يتم باكرا محافظة على شرف العائلة وكيان الأسرة كما انه كان يتم داخل العشيرة الواحدة محافظة على وحدتها ، وقلما يتم الزواج خارج القبيلة .
المجتمع الإسلامي في عهد الرسولr .
(( إن المجتمع الإسلامي هو من النموذج ذي الحجر الواحد ، اعني إن بناءه قد اتخذ صورة واحدة تتفق كثيرا أو قليلا مع الحديث المشهور " المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا " وهو الحديث الذي يعطي الصورة الدقيقة التي كان عليها المجتمع الإسلامي في عهد النبي r حيث كان مجتمعا بلا طبقات ))(1) وأول بوادر الوحدة الاجتماعية تتمثل في المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار بالمدينة المنورة التي قامت بها أول دولة إسلامية فجعل كل مهاجر يعيش في بيت احد الأنصار ، واستمر هذا التنظيم على هدا النمط ، حتى موقعة بدر الكبرى ، حيث أبطل نظام المؤاخاة لانتهاء الحاجة إليه . ولقد اقتضى التنظيم الجديد ، وجود دستور يحدد موقف المسلمين اتجاه أنفسهم من ناحية ، واتجاه اليهود من ناحية أخرى ، وتجاه الحكومة ثالثا وعلاقة المدينة بالخارج ، لهذا وضع الرسول r دستورا كتب على صحيفة ومما جاء فيه :
· الإسلام هو الرابطة الوحيدة التي يبني عليها الإخاء والمحبة .
· المسلمين امة واحدة عليها السهر على الأمن ومقاومة كل معتدي ولو كان احد أبنائهم .
· الرسول r هو المرجع الأعلى للخلافات التي تقع بين المسلمين أو النزاع الذي ينشب بينهم وبين اليهود في المدينة .
· منزلة المرآة : لما جاء الإسلام قضى على عادة الوأد وأوصى الرجال عامة خيرا بالنساء كافة .
· الأسرة والبيت : لعل من ابرز سمات المجتمع في المدينة - على عهد الرسول r - هو الحرص الكبير على أن يكون للرجل زوجة وأولاد ، ولذلك فقد سهلت مراسم الزواج وخفف عن الخاطب حمل الصداق ، بشكل كبير جدا . ومن مظاهر العرس في المدينة إقامة الوليمة وكانت لازمة من غير إسراف .
ولقد كانت حياة الأسرة في البيت ، كانت بسيطة التكاليف خالية من البذخ و البهرج ، وكانوا يجلسون على الحصر و البسط و الفراش المحشوة بالصوف .
وقد شاعت بعض العادات وانتشرت بين أسر الصحابة على عهد الرسول r منها:
· التحنيك : كان الرسول r يمضغ تمرة ثم يضعها في فم المولود ويدعو له ويسميه .
· العقيقة : وهي ذبح شاة عن الذكور والإناث وهي مستحبة .
· الختان : وهي من السنن التي فطر عليها الإنسان .
· التعليـم : اهتم الإسلام أول ما هتم به ، العلم و الحث عليه ، منذ أوائل نزول القران الكريم ،وقد حرص الرسول r ، حين منشئ الإسلام في أهل المدينة ، بعد بيعة العقبة على إرسال مصعب بن عميرtإليهم وأمره أن يقرئهم القران ويعلمهم الإسلام ويفقههم في الدين . وقد اقتضى الأمر رغبة في نشر العلم
و القراءة بين الصحابة في المدينة ، أن أمر الرسول r بتسليم كل مهاجر جديد لأحد الصاحبة ، يعلمه ، وكان الرسول r المعلم الأول للصحابة يتكئ في المسجد بين ظهراني أصحابه في حلقة ، يجيب على أسئلتهم و يعلمهم أمر دينهم ، وكان يقول الرسول r(( من سئل عن علم وكتمه ، ألجمه الله بلجام من نار يوم القيامة )) .
· الزراعة :لقد ساعد تطويق الجبال و الحرارة البركانية لموقع المدينة المنورة على جعل تربتها شديدة الخصوبة ، كما عمل ذلك التكوين الذي يشبه الحوض الجبلي ، على حجز المياه الجوفية العذبة ، مما جعل في الاستطاعة الوصول إليها ، في أي بقعة من ذلك الحوض عند حفر الآبار وقد تظافرة تلك العوامل بالإظافة إلى وجود عدد كبير من الأودية التي تسيل على سطحها ، في وقت الأمطار و السيول من تلك الجبال ، على جعل المدينة – في المقام الأول – مدينة الزراعة و المزارعين ، إذ أن معظم أهل المدينة كانوا يملكون البساتين وحدائق النخيل وكانوا يعملون فيها بأنفسهم ، ومما ساعد على انتعاش الزراعة وتقدمها – بشكل واسع – في المدينة وجود عدد كبير من المهاجرين عملوا في الزراعة واستغلوا الأراضي الزراعية الواسعة واستصلحوا ما كان حول الأودية ومن أهم المنتجات الزراعية : التمر، القمح و الشعير ، العنب .
أما بالنسبة للمهن والحرف العامة فنذكر بعض منها : مهنة الرعي ، حرس المدينة ، الكتابة ، خازن النقديين : صاحب بيت المال ، الخارص : وهو الذي يحرز ما على النخل من تمر، الحجام .
أما الحرف فهي : طرق وإذابة المعادن لسبك الحلي ، وصنع الأسلحة ، الصياغة ، النسيج ، التجارة ، الدباغة ، البناء .
ــــــــــــــــ
(1) أ.مالك بن نبي مشكلات الحضارة ، ميلاد مجتمع ،ج1 شبكة العلاقات الاجتماعية،ت أ.عبد الصبور شاهين ط3 دار الفكر دمشق 2002م ص12 .