المقدمـة:التغير هو إلى حالة اخرى .وعندما نقول التغير الإجتماعي (Social change) يعني الانتقال من نظام اجتماعي إلى اخر ، من مجتمع تقليدي إلى مجتمع حديث . فالنظام الاجتماعي الموجود الان يختلف عن النظام الاجتماعي المشاعي أو النظام الماقبل رأسمالي ، أو المجتمع الماقبل صناعي . أي أن المجتمعات البشرية عرفت العديد من الانظمة الاجتماعية قبل أن تصل هذه المرحلة من التطور . والدافع وراء تغير الانظمة الاجتماعية ،هو أن النظام الموجود لايعبر عن إرادة الافراد المكونون للمجتمع ،فطالما أن هناك فجوة بين ماهو قائم وما ينبغي أن يكون يحدث التغير للوصول إلى مجتمع يعبر عن إرادة أفراده .
مصطلح التغير الاجتماعييستخدم هذا المصطلح في دراسة التاريخ ، والاقتصاد ، والسياسة ، وتشمل موضوعات مثل نجاح او فشل مختلف النظم السياسية ، والعولمة ، والتحول الديمقراطي ، والتنمية والنمو الاقتصادي. مصطلح التغير الإجتماعي يمكن ان يشمل مفاهيم واسعا بقدر ثورة ونقلة نوعية ، لتضييق تغييرات مثل قضية معينة داخل الحكومة. مفهوم التغير الاجتماعي ينطوي على قياس بعض خصائص هذه المجموعة من الافراد. وفي حين ان هذا المصطلح عادة إلى تطبيق التغييرات التي تعود بالفاءده على المجتمع ، وانها قد تؤدي إلى آثار جانبية سلبية أو العواقب التي تؤدي إلى تقويض او الغاء اساليب الحياة القائمةالتي تعتبر ايجابية.
اشكال التغيير الاجتماعيالتغير الإجتماعي هو موضوع في علم الاجتماع والعمل الاجتماعي ، ولكنه ينطوي ايضا على العلوم السياسية ، الاقتصاد ، التاريخ ، علم الانسان ، والعديد من العلوم الاجتماعية الأخرى.ومن بين العديد من اشكال التغيير الاجتماعي هي تهيئة المسرح للتغيير الاجتماعي ، والعمل المباشر ، والاحتجاج ، والدعوة ، وتنظيم المجتمع المحلي ، والمجتمع الممارسه ، والثورة ، والنشاط السياسي.
حدثت تغيرات في الغرب في القرن العشرين أثرت في المشهد العالمي. انتقلت قاعدة الاقتصاد الرئيسية من الزراعة إلى الصناعة ثم إلى مجال الاتصالات والمعلومات. واكتشفت أجزاء من الكون، بما فيها ملايين الكواكب. واكتشفت عوالم في الخلية والذرة الدقيقتين. واستهلكت موارد طبيعية بكميات هائلة. وبلغ بعض الشعوب مستوى أرفع من الثروة ورفاهة العيش والترف ورغد العيش. ويوجد مفهوم أوضح للمادة والفضاء والبدايات. لقد مر عدد أكبر من الناس بقدر أكبر من التغير في عاداتهم وسلوكهم ومواقفهم في العيش خلال فترة زمنية أقصر. وانتقل قدر كبير من الأفكار التي تحملها هذه التطورات إلى أجزاء أخرى من المعمورة.
لقد حدثت هذه التغيرات بسرعة فائقة، بسرعة أكبر من السرعة التي حصلت بها تغيرات في العهود السابقة. إن التغيرات التاريخية استغرق حصولها قرونا، أما الانتقال الذي تمر به البشرية في الغرب ومناطق أخرى من العالم فإنه يحدث خلال فترات زمنية أقصر، أحيانا خلال عقود أو بضع سنوات. في الماضي كان من الصعب هدم مدينة واليوم يمكن تدمير كوكب خلال دقائق. ومما له صلة بالموضوع أن عدد سكان كوكب الارض في القرون الخامس والسادس والسابع لم يتجاوز المليون تقريبا، واليوم يتجاوز عدد السكان ستة مليارات.
عند دراسة المجتمع البشري في الغرب وفي أجزاء أخرى من العالم خلال القرن العشرين يجب النظر الى هذا المجتمع في هذا السياق، سياق التغير الكبير والسريع. ويوحي المنظور التاريخي بأنه تأتي أوقات في الشؤون البشرية تفسح فيها طريقة واحدة لتنظيم الحياة لطريقة أخرى.
منذ وقت مديد وُعِيت هذه الحقيقة. في سنة 1913 لاحظ الاستاذ سانتيانا الذي كان أستاذا في جامعة هارفارد “أن الصفة الحضارية المميزة للعالم المسيحي لم تختف بعد، ومع ذلك فإن حضارة أخرى بدأت تحل محلها”. وفي سنة 1928 كتب المؤرخ ويل ديورانت أن “السلوك والاعتقاد البشريين يمران الآن بتحولات أعمق وأشد إقلاقا من أي ]تحول[color=red]نهى ظهور الثروة والفلسفة ديانة اليونان التقليدية”. وفي سنة 1954 سأل ادلاي ستيفنسن، الذي كان مرشحا للرئاسة مرتين عن الحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة: هل مشاكل أمريكا ليست سوى أعراض سطحية لشيء أعمق، لأزمة خلقية وبشرية في العالم الغربي قد تضاهي أيضا الأزمة في القرون الرابع والخامس والسادس حين حولت الإمبراطورية الرومانية الى الإقطاع والمسيحية البدائية؟” وسأل ستيفنسن: “هل الأمريكيون يمرون بإحدى الأزمات الكبيرة في التاريخ حينما يتوجب على الإنسان أن يقوم باختيار قوي آخر؟” وفي سنة 1962 قال دوايت آيزنهاور، رئيس الولايات المتحدة عن الحزب الجمهوري في ذلك الوقت: “نحن نعيش في المراحل الأخيرة من الإمبراطورية الرومانية”.
تؤثر هذه التغيرات الكبيرة في شتى مجالات الحياة. ومن هذه المجالات العالم والتكنولوجيا والثقافة والمجال الروحي/النفسي. وفي هذا المقال نتناول المجالين الأولين.
العالم
المفهوم الذي يزداد شيوعا هو إضفاء الطابع العالمي. الاتصالات الحديثة المعززة أوجدت عصرا ذا صبغة عالمية. هذه الحقيقة معروفة منذ سنوات كثيرة. لقد أدرك كثيرون من المحللين الطبيعة العالمية للأحداث والتطورات الاقتصادية. إن تصميم وإنتاج المنتجات الالكترونية بحجم صغير مثل جهاز الكمبيوتر والتلفزيون قد عجلا بإضفاء الطابع العالمي الى درجة غير معهودة في أوائل القرن العشرين.
لهذا التغير معان. أحد معانيه إضعاف مفهوم الدولة-الأمة كما عرفت منذ منتضف القرن السابع عشر. نتيجة عن هذا التغير يمر العالم بعملية تشظي بعض الدول التي ستدوم عددا من السنين. وما فتئ هذا الأمر يحدث منذ بداية القرن العشرين. في الربع الأول من القرن انحلت ثلاث إمبراطوريات كبيرة - العثمانية والنمساوية-الهنغارية والألمانية. وفي السنوات الخمس والعشرين التالية انحلت ثلاث إمبراطوريات كبيرة أخرى: البلجيكية والهولندية والفرنسية. وبعد ذلك بوقت قصير انحلت الإمبراطورية البريطانية. وفي سنة 1991 تفككت الإمبراطورية السوفياتية. ومنذ ذلك الوقت انسلخت جمهوريات عن روسيا التي تضم مئتي مجموعة عرقية، ويحتمل أن تنسلخ جمهوريات أخرى خلال السنين القادمة.
ويرى محللون أن عملية التشظي هذه يحتمل أن تحدث في بلدان تقع في جنوب شرقي آسيا والشرق الأقصى حيث تضم دول مجموعات عرقية ولغوية مختلفة لها عادات وتقاليد مختلفة وطرق خاصة بها في الحياة وحيث رسخ الحكم والنفوذ الأجنبيان وعمقا هذه الاختلافات.
وتوجد مناطق أخرى ليست في حالة مناعة من عملية التشظي. تدعو حركة سياسية قوية في أيرلندا الشمالية إلى الانسلاخ عن بريطانيا. وتدعو حركة سياسية قوية في اسكوتلندا إلى الاستقلال السياسي. ولشعب الباسك في إسبانيا مطالب قومية. وتبين استطلاعات للرأي العام أن أهالي ولاية كاليفورنيا يشعرون بقدر من القرابة من سكان حوض المحيط الهادئ أكبر منها من سكان الشاطئ الشرقي للولايات المتحدة. وأفادت مصادر بأن السلطة التشريعية للولاية نظرت في اقتراحين بتقسيم كاليفورنيا إلى ولايتين جديدتين. وأفادت تقارير بأن خمسا وعشرين مقاطعة صوتت بالفعل تأييدا للانسلاخ عن الولاية القائمة. وتدعو حركة سياسية قوية في كيبيك إلى الاستقلال السياسي عن كندا.
إن الدافع الرئيسي الناشط في هذه السياقات هو أنه حينما تتبنى الدول والمجتمعات طرقا جديدة لرؤية مكانها في العالم وطرقا جديدة لإنتاج السلع وللاتصال ولتنظيم حياتها يتبنى أناس طرقا لإدارة وتنظيم حياتهم تمكنهم من ممارسة قدر أكبر من التحكم المحلي.
التكنولوجيا
منذ القرن السابع عشر مرت الثورة التكنولوجية والتكنولوجيات الناجمة عنها ببضع مراحل. لقد اخترعت تكنولوجيات قبل ذلك القرن، غير أن تحقيق الاختراعات التكنولوجية امتاز بالسرعة منذ ذلك القرن، وخصوصا في القرنين التاسع عشر والعشرين. لقد حققت الاختراعات التكنولوجية عن طريق التأمل واجراء التجارب العلمية. وشهد العقدان الاخيران من القرن التاسع عشر اختراعات تجسدت في السيارات وصناعة الفولاذ والكهرباء والمستحضرات الصيدلية. لقد حولت في هذه الفترة طرق حياة الشعوب التي مستها آثار هذه الاختراعات. وشهد الربع الاخير من القرن التاسع عشر والربع الأول من القرن العشرين اكتشاف علوم نظرية صرفة، مما تضمن النفاذ إلى الجزء الصغير للذرة والخلية وإلى الكون الكبير، مما أفضى إلى اكتشاف واختراع التكنولوجيات المتقدمة والفعالة التي يستعملها الناس في الوقت الحاضر.
وتقوم حاجة الآن إلى طرح السؤال التالي: هل نشهد دخول البشرية في مرحلة جديدة فريدة في الاكتشافات العلمية؟ اعتبر البشر خلال التاريخ العلم والتكنولوجيا أداتين مساعدتين للانسان وتوسيعا للقدرة البشرية على التحكم بالأشياء. يبدو أن بعض التكنولوجيات توجد بموجب قوانينها الخاصة بها وعلى نحو مستقل عن حاجة البشر إليها ولأغراض ليس لها دخل يستحق الذكر بتوسيع القدرة البشرية. هذه التكنولوجيات تزاحم وتحل محل المعنى والمغزى البشريين.
ومن الأمثلة على ذلك الفكرة التي يتضمنها ما قاله جيران لينير مؤسس الشركة الاولى “للواقع الفعلي”. عندما تكلم لينير، مبتكر مصطلح “الواقع الفعلي”، عما يحدث في صفوف المهتمين بعلوم الكمبيوتر قال: “ثمة إدراك أن الأشياء ستتغير بمعدل سريع إلى درجة أنه عند نقطة معينة سيتغير شيء ما مثير جدا فيما يتعلق بالحالة الجوهرية للناس في الكون”.
وثمة مثال آخر، وهو قيام باحثين في معهد معني بعلم ما يسمى الإنسان الآلي وتابع لجامعة كارنغي مالن في الولايات المتحدة باستحداث انسان آلي سيقوم بحلول 2020، حسب قولهم، بأداء وظائف كثيرة يمكن للبشر أن يؤدوها غير أنه سيؤديها على نحو أفضل. ويقولون إنه بحلول سنة 2030 سيكون هذا الإنسان الآلي “أشد أشكال الحياة ذكاء على الأرض” وإنه من المفترض “أنه سيحبنا”، أي البشر، و “سيسمح لنا بأن نواصل بقاءنا”.
ولا يسعنا إلا أن نسأل عما إذا كان من الممكن في النهاية استحداث إنسان آلي كهذا. والسؤال الأكثر أهمية هو ما هو الدافع وراء رغبة أية منظمة في تمويل اختراع إنسان آلي كهذا يتفوق أداؤه على أداء البشر ويتفضل حضرته بأن يسمح للجنس البشري بأن يواصل وجوده؟
ويعرب أصحاب الرؤى التكنولوجيون عن مزيد من الإمكانيات - - الحياة المصطنعة التي تنشئ حضارتها وإعادة تشكيل آلات فتصبح موجودات نفسية والتحكم بنوع الوليد واستنساخ الأحياء من بشرة الجلد ومن الحليب، وإيجاد عقول متحررة من الجسد، وليس ذلك سوى غيض من فيض.
ويبدو أن البشر يواجهون خطر إخضاع الكائن البشري ومتطلبات الأخلاق لإملاءات الكمبيوتر. يجري حمل البشر على الإسراع بحركة الحياة ابتغاء تلبية متطلبات النبض الالكتروني الذي يتخلل العالم. إن ما يجري هو أن البشر يتخلون عن مركزهم الخاص بهم، وعن وجودهم البشري، ويسلمون ذلك الوجود إلى الكمبيوتر.
لا يعنى بهذا العرض انه لا قيمة للتصنيع في تحقيق التنمية البشرية المرجوة. البشر هم أوج الخلق وليس الكمبيوتر الذكي المجرد من الإنسانية. وليس الذكاء العقلاني هو القيمة العليا في الحياة. القيمة العليا في الحياة عبارة عن وعي هو اندماج بحثنا عن المعرفة في الحفز المجهول الذي ينبع من أعماق أعماق الروح. البشر بحاجة كبيرة، وقد دخلوا القرن الحادي والعشرين، إلى قدر أكبر من ذلك الوعي. للكمبيوتر نوع من الذكاء ولكن لا يوجد ذلك الوعي سوى الرباط الإنساني المتجاوز لمجال الذكاء الآلي.
الخاتمةواخيرا هذا تعريف بسيط عن مادة علم الاجتماع في المفاهيم الأساسية في علم الاجتماع أولا المجتمع جماعات من البشر تعيش على قطعة محددة من الأرض لفترة طويلة من الزمن تسمح بإقامة علاقات مستمرة ومستقرة مع تحقيق درجة من الاكتفاء الذاتي مقومات المجتمع 1- الأرض محددة 2- البشر اى السكان 3- الاستمرار في الزمن اى علاقات تاريخية
إن التطورات الكبيرة التي تمر بها المجتمعات البشرية في عصرنا الحاضر تحتاج إلى إعادة نظر في نظمها وطرق حياتها، لتحديد نواحي القوة والضعف في شتى جوانبها بهدف الإصلاح والتطوير.
ولتحقيق أهداف التغير وأغراضها يتطلب ذلك إخضاع العملية التربوية للتخطيط العلمي الواعي، على أن تدار هذه العملية إدارة علمية عقلانية متحررة من الأطر الجامدة الممثلة بالبيروقراطية الخانقة، مما يدعو إلى اعتماد طرائق عديدة ومتنوعة ومرنة تتلاءم مع طبيعة المهمات التي وجدت من أجلها، مع مراعاة ربط الأهداف التربوية بالعوامل التكنولوجية والبشرية المتاحة والالتزام بتعليم المجتمع ككل كهدف تربوي رئيسي يتم تحقيقه عن طريق الاستعانة بأشكال متعددة من الإعداد والتدريب التربوي تساعد الإنسان في التغلب على مشكلاته والعمل على تذليلها للمساهمة في تحقيق التنمية
ارحو الاستفادة تحياتي