أن أوجه النظر الى فائدة الفلسفة , و أبين أنها نظر لكونها تشمل كل ما يمكن للفكر
الانساني أن يعرفه , فانه يتوجب الاعتقاد بأن الفلسفة وحدها هي التي تميزنا عن الاقوام
المتوحشين والهمجييين , وأن حضارة كل أمة انما تقاس بقدرة ناسها على تفلسف أحسن
. وهكذا فان الخير كل الخير بالنسبة لأمة ما أن يكون فيها فلاسفة حقيقيون .
فضلا عن ذلك , فليس نافعا بالنسبة للانسان أن يعيش وسط من يهتم بهذه الدراسة
فقط , بل الأفضل له , دائما أن يهتم هو نفسه , كما أن استعمال المرء عينيه لهداية
خطواته , واستمتاعه بواستطها بجمال الالوان و الضوء , أفضل بدون شك من أن يسير
مغمض العينين مسترشدا بشخص آخر .
لكن الفلسفة احسن من الاوصاف التي قدمتها قبلا .فان هذه الدراسة أكثر ضرورة
بالنسبة لتنظيم أخلاقنا وسلوكنا في هذه الحياة , من الحاجة الى أعيننا لارشاد خطواتنا .