قال الله تعالى : " وإن يونس لمن المرسلين " وذكره تعالى في جملة الأنبياء الكرام في سورتي النساء والأنعام ، عليهم من الله أفضل الصلاة والسلام
وقال الإمام أحمد : حدثنا وكيع ، حدثنا سفيان ، عن الأعمش ، عن أبي وائل ، عن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا ينبغي لعبد أن يقول أنا خير من يونس بن متى "
ورواه البخاري من حديث سفيان الثوري به
وقال البخاري أيضاً : حدثنا حفص بن عمر ، حدثنا شعبة ، عن قتادة ، عن أبي العالية عن ابن عباس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ما ينبغي لعبد أن يقول إني خير من يونس بن متى ، ونسبه إلى أبيه "
ورواه أحمد و مسلم و أبو داود من حديث شعبة به ، قال شعبة فيما حكاه أبو داود عنه : لم يسمع قتادة من أبي العالية سوى أربعة أحاديث ، وهذا أحدها
وقد رواه الإمام أحمد عن عفان ، عن حماد بن سلمة ، عن علي بن زيد ، عن يونس بن مهران ، عن ابن عباس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ما ينبغي لعبد أن يقول أنا خير من يونس ابن متى " تفرد به أحمد
وراه الحافظ أبو القاسم الطبراني : حدثنا محمد بن الحسن بن كيسان ، حدثنا عبد الله بن رجاء ، أنبأنا إسرائيل ، عن أبي يحيى العتاب ، عن مجاهد ، عن ابن عباس أن رسول الله عليه وسلم قال : " لا ينبغي لأحد أن يقول أنا عند الله خير من يونس بن متى " إسناده جيد ولم يخرجوه
وقال البخاري : حدثنا أبو الوليد ، حدثنا شعبة ، عن سعد ابن إبراهيم ، سمعت حميد بن عبد الرحمن ، عن أبي هريرة ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لا ينبغي لعبد أن يقول أنا خير من يونس بن متى " وكذا رواه مسلم من حديث شعبة
وفي البخاري و مسلم من حديث عبد الله بن الفضل ، عن عبد الرحمن بن هرمز الأعرج ، عن أبي هريرة في قصة المسلم الذي لطم وجه اليهودي حين قال : لا والذي اصطفى موسى على العالمين
قال البخاري في آخره : " و لا أقول : إن أحداً أفضل من يونس بن متى " وهذا اللفظ يقوى أحد القولين من المعنى : " لا ينبغي لأحد أن يقول أنا خير من يونس بن متى " أي ليس لأحد أن يفضل نفسه على يونس
والقول الآخر : لا ينبغي لأحد أن يفضلني على يونس بن متى كما قد ورد في بعض الأحاديث : " لا تفضلوني على الأنبياء ولا على يونس بن متى "
وهذا من باب الهضم والتواضع منه صلوات الله وسلامه عليه وعلى سائر أنبياء الله والمرسلين