عناد الأطفال "بين الإيجابية والسلبية"

يشكو الكثير من الآباء والأمهات من عِناد
أطفالهم ويغضبون كثيرا ًعندما يُصر أطفالهم علي فعل عكس ما يأمرونهم به،
وقد يَعتبر بعض الآباء أن ابنهم العنيد مريض أو عـاق لوالديه ولكن هذا
الاعتقاد خاطئ فالطفل العنيد ليس مريضاً ولا عاقاً لوالديه. فالعناد عبارة
عن سلوك مضطرب يقوم به الطفل كرد فعل لأوامر الكبار.
• بـداية ظــهور العنــاد:

يظهر
العناد في سن مبكر من عمر الطفل بين سن السنتين والثلاث سنين حيث يشعر
الطفل بأنه أصبح أكثر إدراكاً للأُمور بشكل يؤهله لاتخاذ قراراته بنفسه
ورفض أي شيء لا يعجبه وهذه هي المرحلة الأولي للعناد.

وهناك مرحلة أخري للعناد تظهر في مرحلة المراهقة حيث يمارس الابن سلوك العناد كنوع من التعبير عن استقلاليته عن والديه.

• هل كل العناد سلبي؟ أم أن هناك عناداً ايجابياً؟

ليس
كل العناد سلبي بل هناك نوع من أنواع العناد يكون إيجابياً ألا وهو عناد
"التصميم والإرادة" فنجد مثلاً الطفل يصر علي تركيب لعبة معينة ويغضب إذا
عجز عن القيام بذلك، وهذا النوع لابد أن يُشَجع ويُدَعم من قِبل الأبوين
لما يترتب عليه من ترسيخ مبدأ المحاولة حتي النجاح بداخل الطفل.
أما العناد السلبي فهو
الذي يصدر عن الطفل دون وعي أو تفكير في العواقب المترتبة علي ذلك كإصرار
الطفل علي زيارة بيت جدته في وقت متأخر من الليل مثلاً دون أن يعي أن هذا
الوقت غير مناسب للزيارة لما يترتب عليه من إزعاج جدته وهنا لابد
ألا يوافق الأبوين علي ذلك ولكن عليهما أن يتحدثا اليه بهدوء وبدون انفعال.
ومن العناد السلبي أيضاً معاندة الطفل لنفسه أحياناً كرفضه للطعام الذي
تعرضه عليه والدته علي الرغم من جوعه ولكنه يرفضه لمجرد رغبته في مخالفة
الأم مع أنه يعذب نفسه بذلك.

• لماذا يلجأ أطفالنا الي العناد؟

يلجأ أطفالنا إلي العناد لعدة أسباب منها:

محاولة الطفل إثبات ذاته: فنجد الطفل يجادل في كل شيء محاولاً فرض رأيه الذي يراه مناسباً.
استبداد الآباء وتدخلهم في كل صغيرة وكبيرة في حياة الطفل وعدم إعطاءه مساحة من الحرية.
معاملة الطفل معاملة جافة وإملاء الأوامر عليه بصفة مستمرة.
محاكاة
الطفل لأبويه: فنري الطفل مصراً علي رأيه متشبهاً بأبيه وأمه اللذان يصران
علي أن يفعل شيء ما فيري الطفل أنه كما أنهما يطلبان منه تنفيذ شيء معين
فمن حقه هو ايضاً قبول هذا الأمر أو رفضه.
توجيهات
الآباء المثالية للطفل دون النظر إلي واقِعُه وظروفه، كأن تطلب الأم من
الطفل ألا يصدر صوتاً وهو يلعب مما يتنافي مع طبيعة الطفل في اللعب.
استجابة
الآباء لسلوك العناد الصادر من الطفل وتلبيتهم لرغباته نتيجة لعناده فكل
ذلك يدعم سلوك العناد لديه ويصبح أحد الأساليب التي تمكنه من تحقيق رغباته.

• كيف نتعامل مع الطفل العنيد؟

هناك
بعض القواعد التي يجب علي الأبوين مراعاتها في التعامل مع الطفل العنيد
والتي تساعده علي التخلص من سلوك العناد وتلك القواعد هي:

معاملة الطفل معاملة حسنة والتحدث إليه بشكل هادئ فالطفل يرفض اللهجة الجافة ويتقبل الأسلوب اللطيف.
مراعاة
الأبوين لنفسية الطفل وحرصهما علي تخصيص وقت يومي لمشاركة الطفل بعض
الألعاب والمهارات، فذلك من شأنه أن يُقوي شعور الطفل بحب واهتمام والديه
به مما يساعد علي استجابته للتوجيهات بشكل أفضل.
موازنة
الأبوين بين الرفق والحزم: فلا يجب أن يكونا متراخيين أو حادين أكثر من
الازم، فتراخي الأبوان ينتج عنه ابناً متمرداً ليس لكلام أبويه أي تأثير
عليه، وتحكم الأبوين الدائم في الطفل يُضعف شخصيته لذا يفضل إعطاء الطفل
مساحة من الحرية في الأمور الخاصة به التي لا يترتب عليها ضرر كاختياره
للملابس التي يريد أن يرتديها مثلاً فبذلك يشعر الطفل بأنه قادر علي تكوين
رأي واتخاذ قرار.
تشجيع
الطفل ومدحه عندما يتصرف بشكل جيد ومكافأته بلعبة صغيرة أو قطعة حلوي يحبها
علي أن تكون المكافأة مُقننة حتي لا يعتاد الطفل علي ذلك.
ثبات
الأبوين علي مبدأهما في التعامل مع الطفل وذلك بالاتفاق مسبقاً فيما بينهما
علي ما هو مسموح به وما هو غير مسموح، فمن الخطأ أن يُؤمر الطفل بفعل شيء
ما ثم يُنهي عن فعله فيما بعد أو تأمره الأم بفعل شيء في نفس الوقت الذي
ينهاه الأب عن فعله فذلك سيجعل الطفل ينحاز الي الرأي الذي يناسبه.
تجنُب
إعطاء الطفل أوامر كثيرة في نفس الوقت ولكن يُكلف بعمل شئ واحد فقط علي أن
يكون هذا الشيء خاص به، كتكليفه بترتيب غرفته بعد انتهائه من اللعب مثلاً.
معاقبة الطفل بحِكمة وبدون انفعال و اختيار نوع العقاب الذي يتفق مع طبيعة شخصية الطفل، فالعقاب يختلف في تأثيره من طفل لآخر فالحرمان من شيء محبب قد يأتي بنتيجة مع طفل ولا يأتي بنتيجة مع آخر بل يمكن أن يزيد من عناده. ولا ينبغي أبداً استخدام الضرب والشتائم كوسيلة للعقاب فإنها لن تُجدي وإنما ستُشعر الطفل بالإهانة.
ألا يوصف الطفل بالعناد علي مَسْمَع منه وألا يُقارن بأطفال آخرين كأن نقول له فلان ليس عنيد مثلك فذلك يساعد علي تأصيل سلوك العناد لديه.
عند ظهور
العناد في مرحلة المراهقة لابد أن يتسم الأبوين ببعض الحكمة ويعاملان الابن
بشيء من التفاهم والإقناع حتي يتراجع عن عناده ويعلم أن العناد ليس هو
الوسيلة الصحيحة لتحقيق ما يريد.

وأخيراً لابد
من إدراك أن التعامل مع عناد الطفل ليس بالأمر السهل ويحتاج إلي الحكمة
والصبر وعدم الانفعال كي نستطيع أن نساعد الطفل أن يتخلص من عناده حتي لا
يصبح صفة متأصله فيه.

عاشقة الجنة ...

بارك الله بك على الموضوع المميز و المفيد

تسلمي و جزاك الرحمان خيرا

تحيتي و ودي لكي

و فيك بركة غلاتي

عناد الأطفال "بين الإيجابية والسلبية" 53864

» أي من الأطفال كنت ؟!!
» اكتئاب الأم يؤثر علي مرض الأطفال
» نصائح لرشاقة الأطفال
» أفكار الأطفال البريئة
» ملف شامل عن الجفاف لدى الأطفال