مقدمة
في عملية البحث الاجتماعي يقوم الباحث بعدة مراحل وتقنيات ليصل الى هدفه منها تقنيتي الملاحظة والتحليل على الرغم من سهولة العنوان إلا أنه صعب ،وذلك لندرة المراجع .
والإشكال المطروح هو:ماذا يقصد بتقنيتي الملاحظة والتحليل ، ما مزاياهما ومجالاتهما وما الفائدة من البحث العلمي ؟
المبحث الأول: الملاحظة
المطلب الأول:
أ/ تعريفها: يقول الدكتور محمد طلعت عيسى ،الملاحظة أداة آلية لجمع المعلومات وهي النواة التي يعتمد عليها للوصول إلى المعرفة العلمية والملاحظة في أبسط صورها هي النظر إلى الأشياء وإدراك الحالة التي هي عليها .
ويعرفها كارز جود: الأداة التي من خلالها نستطيع التحقق من سلوك الأفراد الظاهري عندما يعبرون عن أنفسهم في مختلف مواقف الحياة اليومية ، فهي المشاهدة الحسية والعقلية لوقائع محددة طبيعية بهدف الحصول على معلومات تفيد في أغراض البحث العلمي.
ب/ أهميتها:
- تساعد في فهم وأدراك البيئة الطبيعية والاجتماعية المحيطة.
تستخدم كوسيلة أساسية لجمع البيانات في البحوث الطبيعية والاجتماعية.
- تعتبر الأصل في الاكتشافات العلمية المبكرة والمعاصرة في اكتشاف نيوتن- قانون الجاذبية-ومن خلال الملاحظة.
- تعتبر خطوة أساسية في خطوات المنهج العلمي.وتعتبر الخطوة الجوهرية من خطوات المنهج التجريبي وتعتبر خطوة أساسية في العلوم الاجتماعية.
المطلب الثاني: خصائصها:
1- تعد الملاحظة وسيلة أساسية من وسائل جمع البيانات والمعلومات في البحوث الطبيعية والاجتماعية.
2- الملاحظة تشمل كل أفراد المجتمع في حياتهم اليومية والعلمية.
هي عملية تجمع بين الإدراك الحسي والإدراك العقلي،أي أننا نعمل بحواسنا ونشغل العقل في عملية الملاحظة من خلال التحليل والتفسير.
الملاحظة العلمية الدقيقة هي ملاحظة مقصودة ومنظمة ومخططة أي ليست عشوائية ولكن هذا لايقلل من أهمية الملاحظة العشوائية التي تأتي بمحض الصدفة من اكتشاف حقائق علمية .
إن الملاحظة لاتقتصر على التركيز بالوقائع الآنية ولكنها تفيد على ملاحظة الوقائع الماضية بطريقة غير مباشرة ويركز هذا النوع على الآثار الطبقية والوثائق كالحضارة الفرعونية.
الملاحظة العلمية الدقيقة تحتاج إلى باحثين متخصصين على موضوعات الملاحظة واستعمال الأدوات الفنية.
المطلب الثالث: مجالات استخدام الملاحظة:
مجالاتها متنوعة وهي:
أ / مجالات البحوث الطبيعية: تستخدم بشكل فعال في كافة البحوث التجريبية كعلم الفلك ،الجيولوجيا...
ب / مجالات البحوث الاجتماعية:
ب -1/ التفاعل الاجتماعي والعلاقات الاجتماعية: هي دراسة أنماط التفاعل في الحياة الأسرية كما يستخدم علماء
الاثنوجرافيا وعلماء الانثربولوجيا الملاحظة في دراسة المجتمعات المحلية.
ب- 2/ الدراسات السيسولوجية المقارنة:هي من الدراسات الهامة في مجال البحث السوسيولوجي زمن أمثلته الدراسات تجري على السجون والمنظمات الصناعية.
ب- 3/ الجماعات غير الرسمية: تستخدم الملاحظة فيه بنجاح واستخدمت في دراسة جماعات العمل في المجال الصناعي.كدراسة ألتون مايو وزملاؤه على مصنع هاوثورن وتوصلوا من خلالها إلى وجود بناء غير رسمي داخل الجماعات وله تأثير على العملية الانتاجية.
ب- 4/ الدراسات الاستكشافية :تستخدم بشكل فعال في المراحل التمهيدية للبحوث الاجتماعية بهدف الاستطلاع على بعض الجوانب الظاهرة الاجتماعية.
ب- 5/ الدراسات السيكولوجية: هو من المجالات الخصبة التي تستخدم فيها الملاحظة كملاحق سلوك الأطفال أثناء اللعب وتستخدم في علم النفس التجريبي.
المطلب الثالث: أنواعها:
هناك أكثر من معيار لتصنيف الملاحظة وفي ضوء كل معيار تتولد لدينا أنواع وأنماط وهي ليست مستغلة بل متداخلة ومترابطة ويكون الاختلاف فيها في الشكل أو في التسمية دون الجوهر.
ومن المعايير التي استند عليها الباحثون في تصنيفهم للملاحظة معيار القصد المسبق الذي يصنف الملاحظة إلى عرضية ومقصودة ومعيار يدخلا لفصل في عملياتها يصنفه الى فجة وعلمية ومعيار درجة الضبط يصنفها إلى ملاحظة بسيطة ومنظمة وغيرها من المعايير التي تتولد منها أشكال مختلفة للملاحظة وبصفة عامة يمكننا القول أن الملاحظة تنقسم إلى قسمين:
1/ الملاحظة العابرة(العضوية): هي تلقائية التي يقوم بها الفرد العادي في حياته اليومية من دون غاية علمية ويتضح هذا النوع لدى الشعوب البدائية حيث اعتمدت عليها الأشياء والبيئة المحيطية.
2/ الملاحظة العلمية:هي مقصودة وهادفة وتعد من أهم أدوات البحث في كافة العلوم يستعين فيها الباحث بحواسه وعقله وبعض الأدوات العلمية الدقيقة وهي امتداد للملاحظة العضوية ويمكننا تصنيف الملاحظة العلمية إلى بسيطة بالمشاركة وبسيطة بدون مشاركة .
3/ الملاحظة البسيطة: هي ملاحظة الظواهر كما تحدث تلقائيا في ظروف طبيعية دون إخضاعها لعمليات الضبط والتقنين وتفيد في دراسات جماعات صغيرة وأنماط العلاقات الاجتماعية بين أفراد في بيئة معينة و تجري في أسلوبين:
3- أ/ الملاحظة بدون مشاركة :هي الملاحظة التي لا تتضمن أكثر من النظر أو الاستماع في موقف اجتماعي معين دون المشاركة الفعلية ويمكن أن تكون خلف ستار أو حاجز زجاجي تحفظ المشاركين في سلوكهم وتعقدهم طنبع التلقائية وهناك مواقف لا يصلح فيها إستخدام هذا النوع كملاحظة بعض الصور الخاصة ببعض السلوك.
3- ب/ الملاحظة بالمشاركة :استخدمت بنجاح في الدراسات الأنتربولوجية ويتضمن هذا النوع إشتراك الباحث في حياة الناس الذين يقومون بملاحظاتهم وتتفاوت درجات المشاركة في عامة – هذا مايفعله الأنتربولوجيون- إلى جزئية فقد تندمج الملاحظة في حياة الجماعة التي يلاحظها .
ومن بين العلماء الذين استعانوا بأسلوب الملاحظة بالمشاركة * كودييل*عالم أنتربولوجي في دراسة للعلاقات الانسانية داخل إحدى المستشفيات للأمراض العقلية، يوم إن عاش مع المرضى والأطباء لمدة شهرين ،دون علمهم بذلك هناك بعض القواعد العامة لاستخدام الملاحظة بالمشاركة وهي:
1* التعرف على الخصائص الاجتماعية العامة لجماعية موضوع الملاحظة وواقع البيانات المنشورة المتاحة.
2* التعرف على القادة الرسميين وغير الرسميين وإذا أراد الباحث أن تكون مشاركته صريحة فعليه الاستعانة بالإجنانين لتقديمه لمجتع البحث.
3*شرح ما سيقوم للإجنانيين وهم يقومون بتوصيل ذلك بمجتمع البحث.
4* مشاركة أعضاء المجتمع وإهتماماتهم العامة.
5* ينغي على الباحث عدم توجيه اسئلة حساسة إلى أفراد البحث إلا بعد توطيد الشخصية معهم .
6* البعد عن إبداء الرأي عن بعض الموضوعات الحساسة التي قد تثير غضب المبحوثين .
4/ الملاحظة المنظمة: تتسم بالدقة والضبط ومخططة بشكل مسبق وتستخدم في البحوث الشخصية او التجريبية ويستخدم فيها الباحث بعض الأدوات التي تعينه على دقة الملاحظة مثل استخدام دليل الملاحظة او بعض الالات كالميكرو سكوب أو آلة التصوير والهدف منها جمع البيانات الدقيقة عند الظاهرة التي هي موضوع البحث لاختبار صحة البحث(زمان،مكان) وقد تستخدم الملاحظة بأسلوب المشاركة أو بدون المشاركة وأيا كان الأسلوب فهي تستعين ببعض الوسائل التي تعينه على دقة الملاحظة من أهمها:
4-أ/الصور الفوتوغرافية: تفيد هذه العملية في الوقوف على جوانب المواقف الاجتماعية كما يظهر في صورته الواقعية كما أنها تجنب الملاحظة الخطأ كما تفيد في الكشف عن جوانب التفسير التي تحدث في جوانب كثيرة من حياة الأفراد والجماعات .
4-ب/المذكرات التفصيلية : يدون فيها الباحث موقف الملاحظة وإبعاده المختلفة.
4- ج/ الخرائط: تفيد توضح العلاقة بين البيئة الاجتماعية وبين التنظيمات الاجتماعية وتعطي معلومات للباحث التي تساعده على دقة الملاحظة .
4-د/ استمارة البحث او دليل الملاحظة :تساعد الباحث على تدوين البيانات المتصلة بموضوع الملاحظة دون غيرها .
4- و/ المقاييس السوسيوهيترية:هي احد الأساليب الهامة التي تعين الملاحظ على فهم أبعاد الموقف الاجتماعي الذي يريد ملاحظته.
كما تتطلب الملاحظة في البحث الاجتماعي على توافر مجموعة من الشروط للحصول على ملا حظة جيدة
1* يجب أن يقف الملاحظ على كل جوانب وابعاد الظاهرة وموضوع الملاحظة والعوامل المؤثرة فيها .
2*على الملاحظ تحديد وحدات ملاحظته ومعرفة انسب المواقف التي تظهر فيها هذه الأحداث .
3*ينبغي ان يكون الملاحظ متمتع بحواس سليمة تمكنه من الملاحظة بدقة .
4* يجب ان يتحرر الباحث من أفكار لديه سابقة عن موضوع الملاحظة أي لاتسيطر عليه افكار معينة مسبقة قد تخالف ما هو موجود في الواقع.
5*الاستعانة بالآلات الأجهزة الحديثة التي تمكنه من تحقيق ملاحظة دقيقة .
6*تحديد مشكلة البحث من حيث الحجم والأبعاد والأهمية والأهداف فه
7*تحديد إطار الملاحظة :أي تحديد وحدة الملاحظة (فرد،جماعة،مجتمع..)وتحديد زمن الملاحظة ومكانها والجوانب
التي يراد ملاحظتها .
8*اختيار الملاحظين وتدريسهم:هو المسؤول الأول عن نتائج الملاحظة سلبااو ايجابا ولهذا يجب اختيار الملاحظ ينباهمية كبيرة،وهناك بعض الخطوات ينبغي أن يسير عليها برنامج تدريب الملاحظين أهمها:
-تعرف الملاحظين بالمشكلة.
-تدريب الملاحظين على كيفية تسجيل الملاحظة.
-التدريب النظري والمبدئي على عملية الملاحظة وتسجيلها.
9*تسجيل الملاحظة وفيها طريقتان: الأولى التسجيل الزمني للحوادث وترتيبها من زمن وقوعها،والثانية تنظيم المادة الملحوظة في موضوعات أو فئات معينة.
10*تفريغ الملاحظة بعد التسجيل:يقوم الملاحظ بتفريغ الملاحظة وفقا للفئات أو البنود المتفق عليها من قبل،ولكي يسهل عليه بعد القيام بعملية التحليل الكمي.
11*تحليل بيانات الملاحظة وتفسيرها.
12*استخلاص نتائج الملاحظة والتوصيات هي من أهم خطوات الملاحظة،يقوم الباحث باستخلاص النتائج التي تؤكد صدق الفروض او عدم صدقها.
13*كتابة تقرير الملاحظة:هي الخطوة النهائية في اجراء الملاحظة.
/ قيام اكثر من باحث بملاحظة موقف ما ،مستخدمين نفس الأسلوب والأدوات.
/ يقوم الملاحظ بإعادة ملاحظته لموضوع الملاحظة بنفس الأسلوب الذي استخدمه في المرة الأولى وإيجاد معامل صدق.
المطلب الرابع :مزايا وعيوب الملاحظة:
**مزايا الملاحظة :
1* الملاحظة هي الاداة الوحيدة التي يمكن من خلالها دراسة سلوك افراد الجماعة بشكل تلقائي تحريف.
2*تفيد في التعرف على بعض جوانب الحياة الاجتماعية بشكل فعال كالعاداة الاجتماعية وغيرها من الموضوعات التي يفضل استخدام الملاحظة في دراستها دون غيرها من ادوات البحث الاجتماعي.
3*تفيد في الحصول على بعض المعلومات والبيانات حول موضوع الدراسة.
** عيوب الملاحظة:
1/لا يمكن استخدام الملاحظة في دراسة اشياء قد حدثت في الماضي بشكل مباشر.
2/صعوبة التببؤ بها سوف يحدث في المستقبل من انماط مختلفة من السلوك.
3/هناك بعض انماط السلوك الاجتماعي التي يصعب او يتعذر معها استخدام الملاحظة كما هو فيما يختص بالسلوك الجنسي داخل نطاق الاسرة .
4/يفرض البيانات التي يتحصل عليها الباحث من خلال استخلاصه لبعض الالات التي ينتج عنها عيوب في هذه الالات واهتمامها على دقة الملاحظة.
المبحث الثاني: تقنية التحليل:
المطلب الأول:
1/ تعريفه: التحليل من الاساليب المقبولة في البحث العلمي وحظي باهتمام في بداية القرن 20 م ،يعرفه‘بيركسون‘ بانه الأسلوب الذي يهدف الى الوصف الموضوعي المنظم الكمي للمحتوى الظاهر للاتصال، والاتصال عنده يعني كل الأفكار والمعاني التي يمكن التعبير عنها ونقلها الى الآخرين بطريقة مباشرة وغير مباشرة(رمزية) هدفه المباشر انتقال المعلومات من شخص الى اخر او الى جماعة ،ويعتمد تحليل المضمون على بيانات هي الألفاظ والرموز التي يتألف منها مادته الاساسية ، الخطابات والرسائل والكتب والمحادثات...
يختلف تحليل المضمون عن أساليب التحليل الأخرى التي تعتمد على التحليل الكمي الذي يفيد في فكرة محددة مثل العدالة والمساواة... ،اذا كان العمل موضوع التحليل يمثل قطاع عرضي من الحياة الاجتماعية مثل الرواية ، يصعب اعتماد تحليل الكمي لتعدد المتغيرات وتداخل الأفكار، ولجأ الباحثين الى استخدام التحليل الكيفي خاصة في الاعمال الأدبية من أمثلة الدراسات:
1*علم الاجتماع من خلال الأدب :
اعتمد فيها ‘لويسكوزور‘اسلوب التحليل الكيفي، واكد على اهمية استعانة علم الاجتماع بالأدب كأحد مصادر المعرفة الاساسية.
2*الماركسية والادب:اعتمد فيها برتسال التحليل الكيفي ووضح فيه دور الأدب كأحد وسائل الضبط في المجتمع.
3*دراسة ‘ميتشلزيران‘عن رواية كشكل أدبي وكمؤسسة اجتماعية ووضع ارتباط المظاهرة الأدبية بالظواهر الاجتماعية.
4*دراسة ‘صورج لوكاش عن تولد ونمو الواقعية ووضع في نموالاتجاه الرافعي الادب.
5*دراسة ‘البرشيف‘ عن العلاقة بين الادب والمجتمع فيها ان الادب انعكاس للحياة الاجتماعية.
6* دراسة ‘ديانا ليورنسون‘ و‘ الان سيونجود‘ عن علم اجتماع يعتبرتحليل المضمون سواء كان كيفيا اوكميا ،وسيلة اساسية لدراسة عملية الاتصال.
المطلب الثاني: خصائص الاساسية لتحليل المضمون:
1- يستخدم في وصف محتوى مادة الاتصال سواء كانت مكتوبة او مسموعة اومرئية.
2- يدرس محتوي مادة الاتصال.
3- مراعاة الباحث الموضوعية التامة في تحليل مادة الاتصال.
4- تحليل مادة في الاتصال بطريقة منظمة وفقا لمعايير منظمة.
5- التأكد من أن المعاني المشتقة من مادة الإتصال تتفق مع ما يتصل للكاتب والمتحدث.
المطلب الثالث:مجالات تحليل المضمون:
بدأت المجالات الأولى في مجالات الصحافة والأدب وفي العقد الثالث من القرن مع ظهور‘ سيترم سوروكين‘ استخدم تحليل المضمون في دراسته الشهيرة حول ديناميات الاجتماعية والثفافية .
كما لاننسى ‘هارولد لازويل‘ و‘برنارد بيرلسون‘ وجهودهما في توضيح معالمة ويمكن حصر مجالاته على النحو التالي:
1*مجالات الإتصال والإعلام: أهم المجالات تحدد ماهية الإتصال.
هناك دراسات أستخد مت الاسلوب تحليل المضمون في قياس اثار وسائل الاعلام من احداث الدراسات، دراسة البعد القومي في قناة الجزيرة، التحليل الكيفي للاجابةعلى عدة تساؤلات ،هل قناة الجزيرة من خلال هذه البرامج تشكل مدرسة جديدة في الطرح القومي العربي الوجدي؟
هل تتبع الاسلوب الديمقراطي في الطرح من خلال مقدمة البرنامج أي هناك مساواة في طرح القضية سلبا او ايجابا وغيرها من الاسئلة.
أما عينة الدراسة فحددها الباحث من 12/03/1999 الى 04/05/1999 .
مجال التغير الاجتماعي :هي المجالات الخصبة لتحليل المضمون .
مجال الدراسات النفسية:من الاعمال المبكرة في استخدام التحاليل المضمونة في الدراسات النفسية- دراسة لازويل-
مجال الدراسات العلاجية: استخدام التحليل المضمون في كثير من الدراساتالعلاجية ( الخدمة، الاجتماعية ،او الطب النفسي)
مجال الثقافة والمجتمع: استخدم التحليل في دراسة القيم الاجتماعية والثقافية.
سوسيولوجية الأدب : يعتبر من الميادين الخصبة في التحليل و هناك دراسات مثل دراسة لويس كون و حلل العديد من الأعمال الأدبية فحلل 90 رواية و قصة قصيرة و صنف المعرفة وفقا للميادين الاساسية لعلم الاجتماع مثل الثقافة جزر السعادة .
الضبط الاجتماعي مثل عالم العمال المهاجرين .
التنشئة الاجتماعية مثل الأب الفاتسيستس إلى أن يصل إلى الانومي في رواية الإنسان المعياري . تحليل المضمون يفيد في التعرف على المغزى الحقيقي للأعمال الأدبية و مدى ارتباطها بالواقع او تعبيرها عنه و من ثمة دعامة أساسية في ميدان سوسيولوجيا الأدب .
المطلب الرابع: أسسه
له ثلاثة فروع أساسية يستند إليها استخدام تحليل المضمون :
*هدف الكاتب او المتحدث و معرفة تأثير محتوى مادة الاتصال على أفكار الناس
* مدى التقاء السامع و الكاتب هل هي بالفعل الأفكار و المعاني .
* الوصف الكمي و الكيفي لمحتوى مادة الاتصال .
أسسه تسمد من فكرة أن الأدب انعكاس الحياة الاجتماعية .
المطلب الخامس: فئاته
يمكن تحديدها بفئتين أساسيتين تتفرغ منهما عناصر أساسية :
أ/ فئات ماذا كتب أو قيل : تتفرع إلى عناصر أهمها :
1- فئة موضوع الاتصال : مواد الاتصال بعد حرب أكتوبر 1973 تدور حول تحرير الأرض المحتلة و أهداف أخرى ، فهذه الفئة تبحث عن موضوعات تدور حولها مادة الاتصال .
2- فئة اتجاه محتوى الاتصال :حول أراء المتلقين لمادة الاتصال ومدى استجابتهم لهذه المادة .
3- فئة المعايير التي تطبق على محتوى الاتصال : أي المعايير التي يتم من خلالها تحليل مادة الاتصال .
4- فئة القيم : تحديد القيم من خلال أهداف و الحاجات مثل القيم الاجتماعية كحب الأسرة .
5- فئة إشباع الحاجات التي قد تكون فردية او جماعية و قد يكون الإشباع سلبيا أو ايجابيا .
6- فئة السمات : فرد ،جماعة ، مجتمع محلي ، نظام ...
7- فئة الفاعل و التركيز عليه داخل الجماعة التي ينتمي إليها .
8- فئة المرجع او المصدر فالمرجع مثل شخص او جماعة ...
9- فئة المكان الذي تصدر عنه مادة الاتصال :من اهم الفئات .
10- فئة المخاطبين مثل فئة الشباب و السيدات...
ب/ فئات كيف كتب او قيل : إشكالها عديدة أهمها :
1-فئة شكل او نموذج الاتصال : قد يكون موضوع الاتصال رواية مثلا .
2- فئة الإطار الذي يتخذه الموضوع : أي مدى التعبير عن الواقع الملموس من عدمه .
3- فئة شدة التعبير : أي الدرجة الانفعالية لموضوع الاتصال .
4- فئة الأداة : الوسيلة التي يستخدمها الباحث في مادته الاتصالية .
*وحداته : هناك العديد من وحدات التحليل المضمون اهمها :
1- وحدات التحليل المبدئي :
ا/ وحدات التسجيل و وحدة السياق : كأن تكون الوحدة كلمة او جملة ...
ب/ وحدات التصنيف و وحدة العدد : يتم تصنيف مادة الاتصال الى وحدات متجانسة ليسهل تحليلها .
2- وحدات التحليل النهائي .
الخاتمة:
خلاصة القول أن عملية البحث السوسيولوجي عملية متكاملة ومترابطة ،تتلاحم مع مختلف خطواتها دون انفصال أو انعزال،فبقوم الباحث بالملاحظة والتحليل اللذان يتيحان الفرصة لتسجيل السلوك الملاحظ في المجتمع ومعرفة كل ما يدور من حوله،وتسجيل نتائجه مما يقلل احتمالات الخطأ .
والتحليل أسلوب متميز في البحث الاجتماعي ،يعتمد على التحليل الكمي والكيفي في وصف وتحليل وتفسير مادة الاتصال.