بسم الله الرحمن الرحيم
من البشائر التي يسر الإنسان بها كثرة عدد الذين يدخلون الإسلام فتقول الإحصائيات الرسمية التابعة لألمانيا مثلا انه .. خلال عام 2006 ..و .. 2007 .. و.. 2008 في كل ساعتين يدخل مسلم جديد إلى الإسلام ..بمعنى انه خلال السنة الكاملة يدخل أكثر من 4000 شخص ،فإذا قسمتها على الأشهر صار عندك في كل شهر قريب من ثلاثمائة وخمسين تقريبا .. فإذا قسمتها على ثلاثين يوما صار عندك في كل يوم .. أكثر من 12 شخصا
هذه إحصائيات الحكومة فضلا عن إحصائيات المراكز الإسلامية ..وكنت تحدثت مع بعض الإخوة في المراكز الإسلامية فأخبروني أن العدد اكبر من ذلك بكثير .. قالوا إن عددا كبيرا من الناس يدخلون في الإسلام لكنهم لا يذهبون يسجلون ذلك في الدولة أنهم أصبحوا مسلمين وبالتالي هي لا تحسبهم بعدد الإحصائيات التي تصدرها الدولة سنويا إنما العدد قد يصل إلى 10,000 إلى 15,000 فإن كان الكلام هذا دقيقا أنهم يصلون فوق ال10,000 فمعناها انه في كل 45 دقيقة يدخل مسلم جديد إلى الإسلام .
في ايطاليا أيضا .. يحدثني بعض الإخوة القائمين هناك على الشؤون الإسلامية والدعوة إلى الله تعالى والمساجد ،انه في كل سنة يُنشأ عندهم أكثر من مائة مسجد جديد طبعا ليست مساجد كالمساجد التي في بلدان الإسلام فيها منارة ، وقُبة أو صومعة .. لا .. إنما هي مصليات المقصود انه يُنشأ مصليات جديدة حتى وان كان هذا المصلى ربما لا يصلي فيه إلا عدد قليل من الناس لكن .. المهم أن ازدياد المصليات يدل على ازدياد المصلين
في المانيا .. يا جماعة يوجد اليوم حسب الإحصائيات الرسمية أيضا أكثر من 2500 مسجد في المانيا .
قل مثل ذلك في غيرها من البلدان ،ولله الحمد أنَّى اتجهت إلى الإسلام في بلد تجد الناس مقبلين إليه ،محبين له ، حريصين على إتباعه .. بل بدأت الآن صورة الإسلام تتحسن عند غير المسلمين .
قل مثل ذلك أيضا في هولندا يقبل الناس إلى دين الله أفواجا ، بل إني زرت بلجيكا فيحدثني الإخوة هناك أن الدراسات التي تعدها الجهات الرسمية تقول انه في عام 2025 سوف يكون الإسلام هو الدين الأول في بلجيكا،وفي النمسا وصل عدد المسلمين في الجيش النمساوي أكثر من 1000 حتى أن الحكومة عينت لهم إمامين يصلون بهم .
دل ذلك أيها الأحبة الكرام على إن إقبال الناس إلى الإسلام لا يزال يتزايد .... لكن .... يجب علينا أن ننتبه لقضية كثير من هـؤلاء الذين اقبلوا إلى الإسلام
إنما جرهم إلى الإسلام أخلاق المسلمين الذين تعاملوا معهم.
إذًا نحن لما نتعامل مع الناس التعامل الحسن الذي أمرنا الله تعالى به نحن في الحقيقة نعطي صورة طيبة عن الإسلام ونجذب الناس إليه ، لذلك الله عز وجل يقول لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم :
}فبما رحمة من الله لنت لهم {طيب ولو لم أكن لينا يا ربي ممكن أكون ماذا ؟}ولو كنت فظا غليظ القلب{ ما هي النتيجة ؟؟ }لانفضوا من حولك { عجيب ينفَضُّون من حولي وأنا نبي !!..نعم ..ينفضون من حولي وأنا غُفر لي ما تقدم من ذنبي وما تأخر !! ..نعم .. ينفضون من حولي وأنا يأتيني
الوحي من السماء !! .. نعم ..
الناس ينفضون من حولك إن ..عبست في وجوههم
الناس ينفضون من حولك إن ..لم تلقهم بالبشاشة
الناس ينفضون من حولك إن.. احتلت عليهم في أموالهم
الناس ينفضون من حولك إن.. لم يروا منك أمانة
الناس ينفضون من حولك إن.. غضبت في التعامل معهم ولم تكن حليما }لانفضوا من حولك{
طيب يا ربي إذن كيف أتعامل ؟؟
قال الله تعالى : -} فاعف عنهم{.. هذا أولًا ..}واستغفر لهم { ثانيا }وشاورهم في الأمر{ لاحظ يوجه الله تعالى نبيه صلوات ربي وسلامه عليه إلى أهمية أن يتعامل التعامل الحسن الرائع اللطيف الذي يجذب به الناس إلى الإسلام
هذا وهو نبي صلى الله عليه وسلم يأتيه الوحي من السماء ووضع الله تعالى له مزايا ليست لنا ومع ذلك أيها الأحبة الكرام يقول الله تعالى له -( وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ )- [آل عمران/159] .
ة عن الدكتور محمد العريفي