تمهيد
:
عزيزي الطالب، تعلم أن الله تعالى خلق الإنسان في أحسن صورة، و أجمل هيئة كما أنه تعالى
خلق الحيوان في صورة أخرى مختلفة عن صورة الإنسان و النبات
.
وهذا الإنسان يعبر عن عواطفه و أفكاره، و ما يحيط به بكلام في صورة أدب جميل
...
س
1: فماذا يقصد يا ترى بكلمة " صورة " هنا ؟ وماذا يعني مصطلح الصورة الأدبية في ميدان النقد
الأدبي ؟
ج
1: الصّورة في اللغة هي شكل الشيء الخارجي في مقابل المادة التي يتركب منها.
أما الصورة في الاصطلاح فلها معان مختلفة
:
-1 ففي البلاغة، تطلق الصورة على الألوان البيانية من تشبيه، واستعارة وكناية ومجاز..
-2 أما في النقد الأدبي فالصورة الأدبية له معنيان وهما:
أ
- هي المنهج و طريقة الأداء ، و تطلق بذلك على الفنون الأدبية من قصيدة أو مقالة أوخطبة أو
رسالة أو قصة..
ب
- هي أيضا الشكل في النص الأدبي، وتقابل المضمون.
س
2: ما هو الشكل في النص الأدبي ؟
ج
2: الشكل ويشمل الأسلوب (مفردات وتعابير)، خيال وموسيقى داخلية وخارجية.
س
3: و ماذا يعني المضمون في النص الأدبي؟
ج
3: المضمون يشمل الفكرة أو المعنى والعاطفة.
س
4: هل يمكن أن نوضح ذلك بمثال؟
ج
4: أي نص أدبي قبل أن يولد، يكون عبارة عن فكرة بسيطة في ذهن الكاتب أو الشاعر، يريد أن
يؤديها إلينا، فتأتي العاطفة لتحرِّك تلك الفكرة و تبعث فيه القوة و الروعة ، و لكن كيف يستطيع هذا
الأديب أن يبعث في نفوسنا عاطف ً ة مثل عاطفته إذا كان مُعجَبا أو محبا أو ثائرا ؟ فتقول : إن الطريقة
في نقل ذلك كله يسمى بالصورة الأدبية.
س
5: كيف ندرس الصورة الأدبية لنص أدبي ما ؟
ج
5: يتم دراسة الصورة الأدبية لنص أدبي ما، في مستويين.
أ
- بدراسة الفن الأدبي الذي ورد فيه النص الأدبي.
ب
-بدراسة الشكل الذي يقابل المضمون في النص الأدبي.
•
أطبِّق:
عُد معي إلى نص حسان بن ثابت
"أكرم بقوم الرسول الله قائدهم".
س
1: إلى أي فن أدبي، ينتمي هذا النص؟ وما غرضه ؟
ج
1: ينتمي إلى فن الشعر، فهو قصيدة شعرية، مكونة من أبيات وهي من شعر المدح كما مر سابقا.
س
2: ما المضمون العام الذي تناولته القصيدة ؟
و أصحابه. ρ ج 2: تناولت القصيدة: الإشادة بعظمة الإسلام و مدح الرسول
س
3: كيف تجد الألفاظ التي وظَّفها حسان في القصيدة؟ هل كانت معبرة عن هذه المعاني؟
ρ
ج 3: الألفاظ كانت منسجمة مع الغرض العام للنص، فهي معبرة عن معاني التوحيد الطاعة للرسول
لأنها مقتبسة من الدين الجديد (سننا، تقوى الإله، نبي الهدى...).
س
4: كيف جاءت العبارات والجمل ؟
و ρ ج 4: العبارات معظمها كانت موجزة تناسب مقام المدح والوصف، فحسان لا يبالغ في مدح النبيّ
أصحابه، لأن أخلاقهم ظاهرة ومعروفة عند الناس.
س
5: ما نوع الأسلوب السائد في النص؟ وما غرضه البلاغي ؟ج 5: هو الأسلوب الخبري، و يفيد المدح والاعتزاز بأخلاق النبي صلى الله عليه وسلم، وبدعوته.
س
6: كيف تجد الخيال في القصيدة؟ و هل كان مناسبا للموضوع ؟ج 6: لم يوظف الشاعر خياَله كثيرا في النص، لأنه كان في مقام الرد على شاعر بني تميم والتعريف
بالدِّين الجديد، وهذا يحتاج إلا كلام واضح، وما ورد من صور بيانية من استعارات وكنايات كانت
عفوية غير مقصودة، أبرزت المعنى و وضحته.
س
7: هل تجد الموسيقى الخارجية للقصيدة مناسبة للموضوع ؟ج 8: اختيار حسان للبحر البسيط، كان موفقا، لأن هذا البحر يناسب غرض المدح و الوصف، تفاعيله
لها وقع جميل على النفس أو السمع بتكرار مستفعلن فاعلن.
ρ
كللك يعبر عن تغنى الشاعر بهذه الصفات و الأخلاق السامية لصحابة النبي
•
أسئلة التصحيح الذاتي:
قال الشاعر
: صفر الدين الحلي:
-1 خلع الربيعُ على غصون البَان حُللا فواضِلها على الكثبان
-
2 ونمت فروع الدَّوح حتى صافحت َ كَفلَ الكثيب ذوائبُ الأغصان
-
3 وتنوعت بُسط الرياض فزهرها متباين الأشكال و الألوان
-
4 والظل يسرق في الخمائل َ خطره والغصن يخطر خِطرة النشوان
-
5 والشمس تنظر من خلال فروعها نحو الحدائق نظرة الغيراتشرح الكلمات:
-
خلع: ألبس، كسا/ غصون البان: البان نوع من الشجر المتوسط الطول له أوراق لينة.
- فروع الدوح: شجر متدلي الأغصان/ ذوائب: ج ذوابة: و هي أعلى الشيء.
- بسط: مفردها: بساط و المقصود الأرض المخضرة/ الخمائل: ج: خميلة وهي الشجر الكثير/ يخطر:
يتمايل متبخترا
.
المطلوب
: شرح المفردات
-
1 ضع عنوانا مناسبا للأبيات
-
2 أدرس الصورة الأدبية في الأبيات من حيث:
الألفاظ و العبارات و الخيال و الموسيقى الداخلية والخارجية، مع أمثلة
.
•
أجوبة التصحيح الذاتي:
-
1 العنوان المناسب: وصف الربيع.
-2 دراسة الصورة الأدبية (الشكل) للقطعة :
أ
- الألفاظ تمتاز بالوضوح والخفة والرشاقة أي كلمات الأبيات سهل نطقها على اللسان لاحظ معي
الكلمات. الربيع ،الغصون، نمت، فزهرها،الألوان...؛وفيها رشاقة أي جمال فكل لفظة وإلا وتلمس فيها
مظهرا من مظاهر الطبيعة الزاهية في فصل الربيع وكأنها صُوَرٌ مشاهَدة ومحسوسة، أنظر معي إلى
الألفاظ: حللا، الأغصان، متباين، الخمائل...؛
والعبارات أيضا موجزة، بسيطة في تركيبها، لها وقع جميل على السمع والقلب.
ب
- أما الخيال، فكان بديعا، أظهر الشاعر قدرة على نقل أحاسيسه وشعوره في صور خفيفة لا تصنُّع
فيها و لا اضطراب، فهي تنساب و تسيل كالماء العذب مثل الاستعارة المكنية في قوله: "خلع الربيع
على غصون البيان" فيها تجسيد حيث أظهرت الربيع كشخص يلبس الغصون حللا جميلة...
وكذلك في قوله
: "صافحت كفل الكتيب ذوائب الأغصان" حيث أظهرت كيف أن الأغصان المتدلية
حينما تنمو، تلامس مقدماتها أعالي الكثبان الرملية.
ج
- أما جانب الموسيقى الداخلية، فالألفاظ كما بينا لها وقع جميل على السمع والقلب خاصة تلك
الكلمات ذات الحروف المهموسة، فهي تعكس تلك الموسيقى الخفية في الطبيعة مثل (البان، الكثبان،
فزهرها.. الحدائق) وأنظر إلى حرف الروي (النون) الذي يترك غنة أي صوتا جميلا يخرج من الأنف
عند مدِّه بالجرس و كذلك البحر الذي اختاره الشاعر وهو بحر الطويل الذي يناسب مقام الوصف، فهو
بتفاعيله يترك صوتا يطول مع نفس الشاعر.