مقدمة في موضوع الدراسة وإطارها المنهجي
ذكر النظام الأساسي للحكم في المجتمع السعودي بصراحة ( في المادة الأولى ) على أن دين البلاد هو الدين الإسلامي والدستور هو كتاب الله سبحانه وتعالى . كما نصت المادة الثالثة والثلاثون من نظام الحكم : ] تحمي الدولة عقيدة الإسلام وتطبق شريعته وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتقوم بواجب الدعوة إلى الله [ والمتمعن في النظام الأساسي للحكم في المجتمع السعودي ( رقم 8/90 ت 27/8/1412هـ ) يلاحظ خصائص وسمات اجتماعيه دقيقة تجعلنا نقول : إن هذا النظام لا يعكس موقفاً ولا يعبر عن سياسة فقط ، وإنما يجسد منهجاً عاماً لأسلوب الحياة في المجتمع السعودي ، ومن الأمور التي ينبغي أن يدركها الباحث في علم الاجتماع أن الأنظمة السياسية عادة لا تصاغ باتجاه سياسي فقط ، بل تنمو وتظهر وتصاغ باتجاه مجموعة معقدة من العوامل الدينية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية والجغرافية والثقافية والمحلية ، ونعزى فشل عدد كبير من الأنظمة السياسية في كثير من بلدان العالم المعاصر إلى استعارة نظام حكم أو جزء منه حظي بنجاح في دولة أخرى ويسعى لتطبيقه في مجتمعه ، وإنما يجب أن تصاغ مواد نظام الحكم لكل بلد وفقاً لواقع مجتمعة واحتياجاته .
ومن أهم الأبعاد الاجتماعية التي روعيت عند صياغة نظام الحكم في المجتمع السعودي قراره ( في المادة التاسعة : الباب الثالث ) الخاص بمقومات المجتمع السعودي على أن : ]الأسرة هي نواة المجتمع السعودي ويربى أفرادها على أساس العقيدة الإسلامية وما تقتضيه من الولاء والطاعة لله ولرسوله ولولي الأمر واحترام النظام وتنفيذه وحب الوطن والاعتزاز به وبتاريخه المجيد [ كما ورد في المادة العاشرة من النظام : ] تحرص الدولة على توثيق أوامر الأسرة والحفاظ على قيمها العربية والإسلامية ...... [ ( 1 )
وفي تلك المواد اعتراف النظام الأساسي للحكم بالأسرة وعدها نواة ووحدة رئيسة للمجتمع السعودي ، وهو يختلف عن كثير من الأنظمة السياسية المعاصرة (العربية والأجنبية ) التي تجعل من الفرد نواة للمجتمع ، وإن تقرير نظام الحكم السعودي الأسرة كنواة رئيسه للمجتمع السعودي دعم للحقوق والواجبات بين الأباء والأبناء وبين الأزواج ، وهو اعتراف رسمي وصريح لدعم الوصاية التي وهبها الله لرب الأسرة على أولاده وقوامته على زوجته وبناته ، وبذلك يرسخ نظام الحكم مبدأ مهماً وقوياً وهو مسؤولية القوامة وإنها تقع بالدرجة الأولى على عاتق ولي الأمر وهو يمثل الأسرة رسمياً ( الزوجة والأولاد ) أمام مؤسسات المجتمع ، وله حق التصرف في شؤون زوجته وأولاده تصرفاً في حدود قيم ومعايير الشريعة الإسلامية .
إن تغاضي نظام الحكم في المملكة عن ( الفرد) وعدم اعتباره الوحدة الرئيسة في المجتمع منع احتمال حدوث الفوضى والتمرد في المجتمع ، فالفرد ــ ذكر وأنثى ــ يجب عليه أن يخضع لحكم ولي أمره في الأسرة ولا يتصرف إلا بإذنه كما يحاسب ولي الأمر من قبل الجهات الرسمية إذا لم يضبط سلوك زوجته ويحسن تربية أولاده .
وإن من المهام الرئيسة للمخططين وصانعي القرار في المجتمع السعودي ، كيفيه وضع خطة تربوية وإصلاحية سليمة تدعم وظيفة الأسرة ليشعر أعضاءها بالأمن والاستقرار النفسي والاجتماعي والاقتصادي ، وبعبارة أخرى فإنه لن يتحقق الاستقرار في البناء الاجتماعي ولن يتحقق الانتماء والوطنية ويضطلع أفراد المجتمع ( ذكور وإناث ) بأدوارهم ومسؤولياتهم الاجتماعية على مستوى الأسرة أو على مستوى المجتمع ككل إلا بتخطيط اجتماعي متكامل وسليم يضمن دعم وظيفة الأسرة في إشباع احتياجات أعضائها ( أزواج وأولاد ) المعنوية والمادية .
وإن موضوع الدراسة متسع المجال وقد يقودنا إلى جوانب متعددة ومتشعبة ، ولكن يمكن تحديد المشكلة بالسؤال الآتي :
كيف يعيق المجتمع وظيفة الأسرة الاجتماعية بالرغم من أنها النواة الرئيسة في المجتمع ، وما هو رد فعل الإناث من الزوجات والبنات على تقصير الأسرة بوظيفتها الاجتماعية ؟
ويعد جانب الاستقرار العاطفي من أهم الجوانب الرئيسة في حياة الإنسان ذكور وإناث ، أزواج وأولاد ، فهو مؤشر قوي يكشف مستوى قيام الأسرة بمسؤولياتها المتعددة سوءا كانت اجتماعية أو اقتصادية أو تربوية .
والاستقرار العاطفي هو أمن نفسي واجتماعي ينعكس بشكل مباشر على أمن واستقرار المجتمع بشكل عام ، فقد ركزت ثقافة المجتمع السعودي الدينية والاجتماعية على ضرورة الإشباع العاطفي بطريقة مقبولة تحت ثقافية معينة يشرف عليها النسق العائلي ، وقررت ثقافة المجتمع وسيلة تنظيمية لتحقيق هذا الهدف وهو ( الزواج ) وبتحليل مواقف وسلوك الأفراد في المجتمع تجاه اتخاذ الزواج كوسيلة لتحقيق الأمان العاطفي، يتبين أن المجتمع يؤكد على ضرورة تحقيق الهدف ( شرعية الإشباع العاطفي ) دون تأكيد مماثل على الأسلوب المقبول وهو ( الزواج ) فأسلوب الزواج الذي يحقق هذا الهدف غير متاح لبعض فئات المجتمع وحيث فرضت ثقافة المجتمع قيوداً على إتيان الزواج بيسر وسهولة ، كالمغالاة في المهور أو شرط السكن المستقل عن العائلة ، أو المبالغة بالخصائص الجسمية والأخلاقية وبالمكانة الاجتماعية والعائلية والوظيفية.
وهذا يترتب عليه إعاقة لرغبة كل من الذكر والأنثى في الارتباط ، وبالتالي تأخير لعملية الاستقرار الاجتماعي ، فينتج من جراء ذلك عدة استجابات سلوكية مغتربة في المجتمع السعودي . تجد فئة من الناس تقبل أهداف الزواج والتي من أهمها الرغبة في الاستقرار العاطفي ، ولكنها تجد الفرصة غير متاحة أمامها بسبب معوقات الزواج المادية والثقافية التي فرضها المجتمع على أبنائه ، وفي هذه الحالة ترفض هذه الفئة الأسلوب المشروع ( وهو الزواج ) لتحقيق هدف الإشباع العاطفي ، ويبتدع الأفراد أساليب غير مشروعة لتحقيق هذا الهدف كالزنا والصداقة غير الشرعية بين الذكور والإناث واللواط .
وقد تجبر ثقافة المجتمع بعض الأفراد ( ذكور وإناث ) على الزواج ، ولكن تحقيق النجاح والهدف بدرجة منخفضة لا تمكنه من الوصول إلى الإشباع العاطفي المطلوب ، لكن في نفس الوقت يظل الفرد ملتزماً بطريقة شبه قهرية بهذا الأسلوب المشروع وهو ( الزواج ) لتحقيق هذا الهدف ، على الرغم من أنه لا يحقق له شيئاً يذكر، ويشيع هذا النمط عند بعض فئات المجتمع التي أجبرتهم ظروفهم الاقتصادية والاجتماعية وسماتهم الجسمية والخلقية على الزواج دون توفر الشروط المطلوبة في خصائص الزوج ، فينتج من ذلك حالة طقوسية وهي الالتزام بالزواج بطريقة قهرية دون أن يحقق له الزواج الإشباع العاطفي المطلوب ، لذلك قد يشيع عند هؤلاء الطقوسيين البرود العاطفي والجنسي أو الخيانة الزوجية .
وقد يلجأ بعض الأفراد ( ذكور وإناث ) إلى الإعراض عن الزواج بسبب ثقافة المجتمع التي لا تتيح له فرصة الحصول على الزواج كوسيلة لتحقيق الأمان العاطفي والجنسي المشروع ، فنجد بعض الذكور والإناث يعزفون عن الزواج بسبب المعوقات الاقتصادية والثقافية ، كغلاء المهور وصعوبة توفير السكن ، وصعوبة الاختيار ، ولا يكون أمامهم سوى الإعراض عن الزواج وتأجيله إلى أن تسنح الفرصة المناسبة .
وقد يلجأ بعض الأفراد ــ بسبب معوقات الزواج التي فرضتها ثقافة المجتمع ــ إلى رفض الوسيلة وهي ( الزواج ) وكذلك رفض الهدف من الزواج وهو الإشباع العاطفي والجنسي بطريقة شرعية واستبدالها بوسائل وأهداف تمردية . ( 2 )
وقد لاحظ الباحث في هذه الفترة المعاصرة ازدياد عدد الإناث ( الزوجات ــ البنات ) المحكوم عليهن بالسجن في المجتمع السعودي لارتكابهن أفعال جنائية محرمه ( أخلاقية ــ مخدرات ــ مسكرات ــ سرقه ــ قتل ) مما يبرهن على الخلل والقصور بوظيفة الأسرة التي تعد النواة الرئيسة في المجتمع ، فقد بلغ عدد النساء الموقوفات في مؤسسات رعاية الفتيات في عام 1421هـ فقط ( 938 ) امرأة وفي سجون النساء ( 193) امرأة . ( 3 ، 4 )
مع العلم أن الباحث عندما درس موضوع الاستقرار العاطفي والجرائم الجنسية قبل عشر سنوات عام ( 1414هـ ) أغفل من الدراسة الإناث وركز على الذكور لقلة عدد الإناث السعوديات المحكوم عليهن بالسجن في تلك الفترة السابقة ( 5 ) ، فما زال الباحث يذكر وجود امرأة سعودية واحدة محكوم عليها بالسجن في أحد الإصلاحيات الكبرى أثناء إجراء بتلك الدراسة فلم ينظر إليها باعتبار أنها لا تمثل مشكلة اجتماعية، بينما في هذه الدراسة المعاصرة كان عدد الإناث المسجونات وقت إجراء هذا البحث في سجون النساء ومؤسسات رعاية الفتيات بالمملكة ( 228 ) امرأة سعودية مما يتطلب البحث والتقصي والتفسير .
إن الهدف الرئيسي لهذه الدراسة هي كشف العوامل التي تحد من الاستقرار والإشباع العاطفي عند الإناث ( زوجات وبنات ) في الأسرة السعودية باعتبارها نواة المجتمع كما حددها نظام الحكم ، ومعرفة الآثار السلوكية المنحرفة التي يمكن تنتج من جراء الحرمان العاطفي عند الإناث ، فنأمل من الدراسة كشف العوامل المرتبطة بإجرام المرأة ، فبنت اليوم تكون غداً الزوجة والأم ، وهي مدرسة ينبغي إعدادها للحياة لأهميتها في بناء المجتمع والتربية الوطنية .
الإطار المنهجي للدراسة
أولاً: الأهمية العلمية والتطبيقية للدراسة :
يبدوا من صياغة مشكلة البحث أن هذه الدراسة تتناول ظاهرة اجتماعية معقدة تتصل بالنظام السياسي ولا تنفصل عن الظروف الراهنة والواقع الاقتصادي ومطالب الوضع الحالي .
فالمجتمع يحتاج إلى قواعد موضوعية يكفل بقاء الأسرة كخلية أوليه لتفرض نفسها وتبقى أبداً قواعدها الفاضلة وتنجح فيما تهدف إليه .
إن البحث في جرائم المرأة ذات اعتبارات متعددة دينية واجتماعية وسياسية وتربوية يمكن أن يساهم بوضع استراتيجيات لتنمية وتخطيط وتطويره الأسرة بما يتلائم مع احتياجات أعضائها المعاصرة بتغيير ثقافة الأسرة سواء بتعديل الوضع التقليدي السائد أو تبديله بما هو أفضل .
أننا نأمل من هذه الدراسة توصيات تطبيقية موجهه للأباء والأمهات ، والراغبون في الزواج ، والمتزوجون فعلاً ، والمطلقون والمطلقات ، والمربين في وزارة التربية والتعليم والثقافة والإعلام ، والمرشدين الاجتماعيين ، وبما يحقق صالح المجتمع فبنت اليوم هي الزوجة وألام في المستقبل وهي مدرسة ينبغي إعدادها للحياة بتربية تدعم الثقة بالنفس والإيجابية والتعقل والتروي محاولة بناء وتأسيس مستقبل زواجي سعيد
ثانياً: مفاهيم الدراسة :
ينبغي من ناحية منهجية تحديد التعريف الإجرائي لمفهومين أساسيين هما :
أــ الحرمان العاطفي الأسري :
يحدث الحرمان العاطفي عادة كما كشفت الدراسات النفسية والاجتماعية في المناخ الأسري غير سليم عندما تسود العلاقات السيئة وتضطرب بسبب المشاحنات والمشاجرات المستمرة والمناقشات الحادة بين الوالدين والأولاد أو بين الأزواج بعضهما مع بعض ، نتيجة لعدم وجود انسجام وتوافق واحترام وتفاهم ، وقد يصل الأمر إلى الضرب والكلمات الفاحشة والبذيئة والشقاق والتوتر وعدم الاستقرار والاجتماعي والأمان النفسي وفقدان الحنان العاطفة . ( 6 )
ويمكن تحديد مفهوم الحرمان العاطفي الأسرى من ناحية إجرائية في هذا البحث ليقصد به : ] فقدان البنت مشاعر الحب والحنان في الأسرة وإعاقة زواج الإناث وحرمانهن من دفء العلاقات الزوجية ، وكذلك فقدان الزوجة المودة والرحمة والعلاقات الحميمة مع الزوج [ .
ب ــ جرائم الإناث : الجريمة شرعاً ( كما ذكر المارودي : 361 ) : ] محضورات شرعية زجر الله عنها بحد أو تعزير [ .
وجرائم الإناث المقصودة بالبحث هي الأفعال الجنائية التي ارتكبتها المرأة السعودية سواء أكانت بنت ، أم ، زوجة ، حكم عليها بالسجن ، وتشمل الأفعال الجنسية المحرمة والسكر والمخدرات والاعتداء على الأموال والضرب والقتل .
ثالثاً :أهداف الدراسة :
تحاول هذه الدراسة تحقيق الأهداف الآتية :
1ـ الكشف عن علاقة ثقافة المجتمع بالحرمان العاطفي الأسري عند الزوجات ودفعهن نحو ممارسة الجريمة والانحراف بحثاً عن مشاعر الحب والحنان .
2ـ الكشف عن علاقة ثقافة المجتمع بالحرمان العاطفي الأسري عند الزوجات ودفعهن نحو ارتكاب الجريمة والانحراف كرد فعل وانتقام وتشفي وكراهية للزوج.
3ـ الكشف عن العوامل الثقافية المرتبطة بطلاق الإناث في المجتمع وحرمانهن عاطفياً وعلاقة ذلك بارتكابهن السلوك الإجرامي .
4ـ الكشف عن العوامل المؤثرة على الحرمان العاطفي عند بنات الأسر ( غير المتزوجات ) .
رابعاً : تساؤلات الدراسة :
تحاول هذه الدراسة الإجابة عن التساؤلات الآتية :
1ــ ما أهم العوامل الثقافية المؤثرة على حرمان الزوجة عاطفياً ودفعها إلى ممارسة الانحراف بحثاً عن مشاعر الحب والحنان خاصة مما يتعلق بالاختيار للزواج أو تحديد سن الزواج ؟ وما علاقة ذلك بنمط الجريمة المرتكبة ؟ .
2ــ ما أهم العوامل الثقافية المؤثرة على حرمان الزوجة عاطفياً ودفعها إلى ممارسة الانحراف انتقام وكراهية خاصة ما يتعلق بأسلوب معاملة الزوج ، وما علاقة ذلك بنمط الجريمة المرتكبة ؟ .
3ــ ما أهم العوامل الثقافية المرتبطة بطلاق المرأة في المجتمع السعودي سواء من جانب المرأة أو الرجل ، وما علاقة ذلك بنمط الجريمة المرتكبة ؟ .
4ــ ما أهم العوامل المؤثرة في الحرمان العاطفي عند بنات الأسر السعودية ]
غير المتزوجات [، خاصة ما يتعلق بأسلوب المعاملة الوالديه لهن ومعوقات زواجهن ؟ وما علاقة ذلك بنمط انحرافهن ؟ .
خامساً : مجتمع ومنهج الدراسة :
وحدة الدراسة في البحث المرأة المحكوم عليها بالسجن لارتكابها جريمة جنسية أو مخدرات أو مسكرات أو جرائم واعتداء وأموال وعددهن ( 228 ) امرأة محكوم عليها بالسجن في مؤسسات رعاية الفتيات وسجون النساء بالمملكة ، وكان توزيعهن على النحو الآتي :
الــــــمـــــكــــان
العدد
مؤسسة رعاية الفتيات بمكة المكرمة
59
مؤسسة رعاية الفتيات في الرياض
54
مؤسسة رعاية الفتيات بالأحساء
22
سجن النساء بالرياض
49
سجن النساء في جدة
22
سجن النساء في الدمام والاحساء
22
ويبدوا من وصف مجتمع البحث أن هناك مسح شامل لجميع النساء مرتكبات الجريمة واللاتي يقل أعمارهن عن ثلاثون سنة والمحكوم عليهن داخل جميع مؤسسات رعاية الفتيات بالمملكة ، بينما تم اختيار أكبر سجون النساء بالمملكة وعددهن أربعة والموجودة في المدن الكبرى ( الرياض ــ جدة ــ الدمام ــ الاحساء ) والتي يرحل إليها النساء الموقوفات في سجون المدن السعودية الأخرى ، كما تحوي السجون المحددة بالبحث أعداد كبيرة من السعوديات ، وسوف يتبع الباحث المسح الشامل لجميع وحدات الدراسة الموجودة في سجون النساء الرئيسة بالمملكة والمحددة بالبحث .
سادساً : أداة الدراسة :
ركزت الدراسة عند جمع البيانات الميدانية على أداة الإستبانة وكانت تحوي خمسة محاور رئيسة وهي :
1ــ متغيرات البحث .
2ــ متغيرات الحرمان العاطفي عند البنات ( غير المتزوجات ) .
3ــ متغيرات الحرمان العاطفي عند المتزوجات والمطلقات .
4ــ معوقات الزواج .
5ــ الزواج بإكراه أو عمر الزوجة والزوج عند الزواج .
وقد خضعت الإستبانه للتحكيم ومرت بمراحل التجريب والتعديل والإضافة بما يحقق أهداف البحث .
سابعاً : المجال الزمني للدراسة :
أجريت الدراسة الميدانية وتم جمع البيانات من مجتمع البحث في الفترة من
( 22/7/1422هـ ، حتى 8/8/1422هـ ) .
ثامناً : متغيرات الدراسة :
ركزت الدراسة عند تحليل البيانات الميدانية على متغيرين أساسيين هـــمـــا :
1ــ مستوى شعور المرأة بالحرمان العاطفي ( سواء أكانت زوجة ـ أو بنت ) .
2ـ نمط الجريمة المرتكبة .
تاسعاً : الأساليب الإحصائية المستخدمة بالبحث :
استخدمت الدراسة لتحقيق أهداف البحث والإجابة عن تساؤلاتها بأسلوب علمي مقنع . الأساليب الإحصائية الآتية :
1ــ معدل النسبة المئوية لتحقيق مزيد من الإيضاح والإفصاح عن الظواهر المتعلقة بمشكلة الدراسة .
2ــ اختبار التمايز ( Discrimint ) لتحديد أهم العوامل المؤثرة بالحرمان العاطفي عند المرأة السعودية .
3ــ اختبار ( كا2 ) لتحديد مستوى العلاقة بين المتغيرات المستقلة والتابعة .
4ــ اختبار الارتباط ( جاما ) لتحديد قوة الارتباط بين المتغيرات الترتيبية .
5ــ اختبار الارتباط ( كرامير ) لتحديد قوة الارتباط بين المتغيرات الاسمية .
الإطار النظري للدراسة
تنطلق مشكلة الدراسة من افتراضات نظرية الأنومي ، وقد قدم ميرتون هذه النظرية من خلال مجموعة من كتاباته حول البناء الاجتماعي و الأنومي والانحراف ، وإن الافتراض الأساسي لهذه النظرية هو اكتشاف الكيفية التي تمارس فيها الأبنية الاجتماعية ضغوطاً محددة على أشخاص معينين في المجتمع تدفعهم لارتكاب سلوكيات منحرفة . فإذا استطعنا أن نحدد الجماعات المتعرضة لهذه الضغوط فإن من المتوقع أن نجد فيها معدلات مرتفعة من السلوك المنحرف ، لا لأن هذه الجماعات يتميز أفرادها بنزعات بيولوجية تدفعهم إلى ارتكاب السلوك المنحرف ، ولكن هذه الجماعات من منطلق الطبيعة الاجتماعية تستجيب للوضع الاجتماعي الذي تجد نفسها فيه .
هذا وينظر ميرتون إلى الأنومي كنتيجة للتناقضات ما بين الأهداف التي يحدده البناء الثقافي للمجتمع وبين ما يقره المجتمع من أساليب للوصول إلى بتلك الأهداف ، فينظر ميرتون إلى البناء الثقافي على أنه مجموعة من القيم المعيارية التي تضبط السلوك المتعارف عليه من قبل جميع أفراد المجتمع ، كما ينظر إلى البناء الاجتماعي على أنه مجموعة من العلاقات الاجتماعية المنتظمة التي تربط أفراد المجتمع ببعض ، وعليه فإنه يمكن النظر إلى الأنومي على أنه تحطم أو تفكك البناء الثقافي للمجتمع الذي يحدث عندما يكون هناك على وجه الخصوص تميز حاد بين الأهداف والقيم الاجتماعية ، وبين قدرات أفراد المجتمع لمراعاة هذه القيم والأهداف ، ومن هذه الزاوية يمكن النظر إلى أن الأهداف الثقافية نفسها ربما تساعد على إنتاج السلوك المتعارض مع ما تقره القيم الاجتماعية نفسها .
وقد حدد ميرتون عنصرين هامين لفهم ظاهرة الجريمة والانحراف في المجتمع ، ويتمثلان في عنصر الأهداف المحددة ثقافياً والتي يسعى كل فرد في المجتمع إلى الوصول إليها ، وعنصر الوسائل المحددة اجتماعياً لتحقيق تلك الأهداف المشروعة فبقدر ما يكون هنالك توازن بين العنصرين تنعدم أو تقل معدلات الانحراف في المجتمع ، وبقدر ما يتخلخل ذلك التوازن بقدر ما تنتشر السلوكيات المنحرفة بين أفراد المجتمع . هذا وتظهر حالة التوازن بين الأهداف المشروعة ثقافياً والوسائل المحددة اجتماعياً لتحقيق بتلك الأهداف عندما ينشأ الأفراد اجتماعياً على الرغبة في تحقيق الأهداف المشروعة بواسطة الوسائل التي يرضى عنها المجتمع ، وعندما تكون هذه الوسائل في متناول الجميع ، ولكن عندما ينشأ الأفراد على تحقيق الأهداف المشروعة في حين أن الوسائل المشروعة لتحقيق هذه الأهداف غير متاحة لهم ، أو عندما ينشأون على تقدير الوسائل وليس الأهداف أو عندما لا يعترفون بشرعية الأهداف والوسائل معاً فإنه عندئذ يحدث عملية اضطراب أو تخلخل بين الأهداف والوسائل . وهذا الوضع ( عدم التوازن ) هو ما سماه ميرتون بالأنومي الاجتماعي .
إن الافتراض الرئيسي الذي تقوم عليه نظرية ميرتون يتمثل في أنه لا يخلو أي مجتمع إنساني من وجود اختلاف بين الأهداف التي ينص عليها المجتمع وبين الوسائل المشروعة لتحقيق تلك الأهداف .
وقد قدم العالم ( روبرت ميرتون ) في نظرية ( الأنومي ـــ الاغتراب ) تصنيفاً لأنماط استجابات الأفراد أو تكيفهم لذلك التفاوت أو الانفصام بين الأهداف المرغوبة والمحددة ثقافياً ( أي النجاح ) وبين الأساليب المتاحة لتحقيق هذه الأهداف ، وقرر أن هناك خمسة أنماط لتكيف الأفراد في المجتمع ، أول هذه الأنماط وظيفي
( امتثالي ) يساعد على بقاء النسق الاجتماعي والأربعة الآخرون ضارون وظيفياً تهدد بقاء النسق الاجتماعي ( 7 ) ، وهي:
أولاً : نمط الامتثال :
ويحدث هذا النمط من التكيف حين يتقبل الأفراد في المجتمع الأهداف الثقافية ويمتثلون لها ، وفي نفس الوقت يتقبلون الأساليب التي يحددها النظام الاجتماعي بوصفها أساليب مشروعة لتحقيق هذه الأهداف .
ثانياً : نمط الابتداع :
ويعني أن هناك في المجتمع من يتقبل الأهداف التي تؤكد عليها ثقافة المجتمع ، ولكنه يجد أن فرصة تحقيق هذه الأهداف مؤصده أمامه ؛ لأن توزيع هذه الفرص غير متكافئة ، وفي هذه الحالة يرفض الأساليب المشروعة لتحقيق الهدف ( وهو النجاح ) ، ويبتدع وسائل غير مشروعة .
ثالثاً : نمط الطقوسية :
يتمثل هذا النمط من التكيف في التخلي عن الأهداف الثقافية للنجاح الفردي وتحقيق الثروة وصعود السلم الاجتماعي ، وفي نفس الوقت يظل الفرد ملتزماً بطريقة شبه قهرية بالأساليب المشروعة لتحقيق الأهداف على الرغم من أنها لا تحقق له شيئاً يذكر .
رابعاً : الإنسحابية :
الفرد الذي يلجأ إلى هذا النمط الإنسحابي يعيش في المجتمع ، ولكنه لا يكون جزءاً منه ، بمعنى أنه لا يشارك في الاتفاق الجماعي على القيم المجتمعية ، والانسحابي يتخلى عن كل الأهداف والأساليب التي يحددها النسق ، وهذا النوع من الأفراد لا يقبلون الأساليب الإبداعية ( أي غير المشروعة ) لتحقيق الأهداف ، وفي نفس الوقت لا تتاح لهم فرصة استخدام الأساليب المشروعة لتحقيقها ، ولا يكون أمامهم سوى أن ينسحبوا من المجتمع إلى عالمهم الخاص .
خامساً : نمط التمرد :
إذا كان النمط السابق ( الانسحاب ) يتسم برفض الأهداف والأساليب رفضاً سلبياً والهروب من المجتمع ، فإن هذا النمط يتسم بالرفض الإيجابي والسعي إلى استبدال البناء الاجتماعي القائم ببناء آخر يضم معايير ثقافية مختلفة للنجاح وفرصاً أخرى لتحقيقه .
ويمكننا أن نستدل على واقعية هذه الافتراضات النظرية السابقة وعلاقتها بالبناء الثقافي من مجموعة تفسير للأفعال الاجتماعية التي تحدث في النسق الأسري داخل البناء الاجتماعي للمجتمع السعودي ، فالفهم التفسيري هو الخطوة الرئيسة نحو التوصل إلى علاقات سببية بين الأشياء .
وبفحص مواقف الأفراد في المجتمع السعودي من بعض الأهداف والوسائل التي حددتها ثقافة المجتمع ، يمكن أن نجد أن هناك أنماطاً من التكيف المغترب في النسق الاجتماعي ، وسوف نبرز هذا الجانب في بناء وثقافة المجتمع للتعرف على أنماط التوافق مع المواقف ، ومظاهر السلوك المغترب ، بالنسبة للاستجابات المنحرفة المتعلقة وبالابتداع والانسحاب والطقوسية والتمرد داخل النسق الأسري في المجتمع السعودي من خلال الدراسة الميدانية لمجتمع البحث .
الحرمان العاطفي وارتكاب المرأة الجريمة
ـــ الدراسة الميدانية ـــ
مقدمة :
إن الافتراض الأساسي في هذه الدراسة هو أن ظاهرة الانحراف عند الإناث في المجتمع السعودي ترتبط ببنائه الاجتماعي وبثقافته الأسرية ، وأن دور التأثيرات الخارجية للأسرة كوسائل الإعلام وأصدقاء السوء نعدها عوامل مساعده قد تنجح في تعزيز ظاهرة الانحراف والجريمة عند المرأة إذا وجدت بيئة أسريه خصبة متصدعة في قواعدها العاطفية المادية والمعنوية .
فالمجتمع السعودي وهو يتشابه مع أي مجتمع إنساني آخر قد اهتمت ثقافته بأهداف مادية ومعنوية يحصل عليها الأفراد بالمجتمع ( ذكور ، إناث ) ليتحقق لهم التكيف الاجتماعي ، ومن أهم هذه الأهداف الاستقرار الاجتماعي لأفراده ، والذي لن يتحقق ألا بحصول الفرد على الأمان العاطفي ، وقد حددت ثقافة المجتمع الوسيلة المناسبة والمقبولة اجتماعياً للحصول على الإشباع العاطفي عن طريق الأسرة فقط ، وأن أن محاولة للبحث عن العاطفة خارج نطاق الأسرة يعد سلوك منحرف من وجهة نظر الشرع والمجتمع .
وهنا تبدوا القيم الثقافية ( الاجتماعية ــ الدينية ) في المجتمع السعودي تحظ الأفراد ( ذكور ــ إناث ) على أن يسعوا نحو تحقيق الاستقرار الاجتماعي والحصول على الأمان العاطفي بوسيلة مشروعة وهي الأسرة ، وتنشأ المشكلة في المجتمع عندما يحدث انفصال بين الوسيلة ( وهي الأسرة ) والهدف ( وهو الاستقرار العاطفي ) فلا يوجد تكامل وانسجام بين الوسيلة والهدف فينشأ الانحراف بالسلوك وتشيع الجريمة .
فيلاحظ المجتمع بتشريعاته ونظمه أنه يحرص كل الحرص ويهتم باستقرار أعضائه اجتماعياً لكن لا يهتم بنفس القدر بتنظيم الأسرة وبنائها وهي التي قرر بأنها الوسيلة الأساسية والمقبولة التي يستطيع من خلالها الأفراد تحقيق الإشباع العاطفي والاستقرار الاجتماعي ، مما يضطر بعض أفراد المجتمع إلى التخلي عن الأسرة واستبدالها بوسيلة أخرى لها قدرة فعالة على تحقيق الهدف حتى وإن لم تجزه المعايير الشرعية والاجتماعية المحددة في ثقافة المجتمع السعودي .
وهذه الحالة من سوء التكامل التي تسم المجتمع السعودي يعد انهيار في البناء الثقافي ، فالإناث في المجتمع قد يقعن تحت ضغوط أسرية من الأزواج أو الوالدين أو الأشقاء مما يعيق استقرارهن الاجتماعي ويشعرن بالحرمان العاطفي بسبب العلاقات الأسرية والزواجية القائمة على التشاحن التنازع والتصارع .
فثقافة المجتمع السعودي تحظ كل أنثى أن تحقق الإشباع العاطفي والاستقرار الاجتماعي من خلال الأسرة ولكنها لا تتيح فرص وجود مناخ اسري مناسب لبعضهن بسبب المعوقات الثقافية والمادية والاجتماعية التي يصعب زواج البنات أو بسبب الإكراه بالزواج أو عدم تجانس الزوجين بالخصائص الاجتماعية والسمات الفردية أو وجود فارق عمري وتباين بالمستوى الفكري بين الزوجين ، وكل هذا يترتب عليه مناخ أو أسري رديء يفتقد إلى الاستقرار الاجتماعي وتشعر الأنثى فيه بحرمان عاطفي ، مما يضطر المرأة سواء كانت زوجة أو بنت إلى أن تبتكر وسائل غير مشروعة خارج نطاق الأسرة للبحث عن مشاعر الحب والحنان كأن ترتكب أفعال محرمه تحقق ذاتها وتعوض الفشل العاطفي التي واجهته في حياتها الأسرية .
ومما يؤكد ذلك أن معظم الإناث السعوديات المحكوم عليهن بالسجن بسبب ارتكابهن سلوكيات منحرفة ، كانت أفعالهن تهدف إلى تحقيق أبعاد عاطفية أكثر بكثير من الحصول على منافع مادية ، فقد اتضح من الدراسة الميدانية أن أسر النساء المحكوم عليهن بالسجن لارتكاب أفعال جنائية قد وضعت حدود وقيود عليهن ، بحيث يصبح الحصول على الاستقرار العاطفي داخل الأسرة من الوالدين والأشقاء أو من الزواج أمراً غير ميسور لهن وعسير، وفي كثير من الأحيان قد يكون مستحيل ، فأصبحت الأسرة حاجز أو كباب مفتوح لانحراف المرأة السعودية سواء أكانت بنت تعيش في كنف الأب أو كانت زوجة تعيش في ظل الزوج وهو ما يتأكد من خلال عرض البيانات الميدانية للجدول الآتي رقم ( 1 ) :
أبعاد الجريمة
الدافع نحو الجريمة
ك
%
المعدل المادي
البعد الاجتماعي المادي في جرائم الإناث
الحاجة المادية
30
13.2
13.2%
البعد الاجتماعي العاطفي في جرائم الإناث
إشباع الغريزة
14
6.1
المعدل العاطفي
86.8%
هروب من مشاكل وقسوة الوالدين
13
5.7
الانتقام وكراهية الأسرة أو الزوج
77
33.8
البحث عن مشاعر الحب والحنان
74
32.5
أولاً : ثقافة الأسرة السعودية والحرمان العاطفي عند البنات :
الأسرة في نظر الإسلام وكما اعترف نظام الحكم السعودي هي المسؤولة شرعاً وقانوناً عن رعاية أولادها ( ذكور وإناث ) وإشباع حاجاتهم الأساسية والثانوية .
فالأسرة على هذا الأساس هو التنظيم الاجتماعي الأولي المسؤول عن تشكيل بنية الشخصية لأبناء وبنات المجتمع ، عن طريق التربية المقصودة القائمة على تعليم الأولاد السلوك الاجتماعي وتكوين القيم والاتجاهات والدين والأخلاق وتكسب الأولاد أساليب التوافق مع المواقف المختلفة، وتنمي الانضباط الخارجي عن طريق الثواب والعقاب وتحمل المسؤولية ، وتؤدي الأسرة دور مهم في إشباع حاجات الأولاد الاقتصادية كما تلعب دور كبير في إشباع حاجات الشعور بالأمان العاطفي، بمعنى أن يشعر الأولاد سواء ( ذكور أو إناث ) بأنهم محبوبون كأفراد ومرغوب فيهم لذاتهم وانهم موضع حب وإعزاز الآخرين، وتظهر هذه الحاجة مبكرة في نشأتها، ولذا فإن الذي يقوم بإشباعها خير قيام هما الوالدان ، وهذا الأمان شرط أساسي لاستقرار البنات اجتماعياً ، فالمناخ الأسري الصحي هو الذي يسوده الحب والمودة والعطف والتقدير والاحترام والتعاون والتضحية ، بينما تشعر البنت بالحرمان وعدم الأمان العاطفي عندما يضطرب المناخ الأسرى وتشعر البنت بالخوف والقلق والصراع فينتج منه حرمان عاطفي للإناث وعدم شعورهن بالتبعية والانتماء للأسرة واحترام الذات وتحقيق المركز الاجتماعي ، وقد حددت الدراسة خمسة عشر متغيراً يفترض أنها تحدد مستوى صحة المناخ الأسري وترتبط مباشرة بمستوى شعور البنت بالأمان العاطفي والاستقرار الاجتماعي .
وقد تبين من التحليل الإحصائي وخاصة من خلال استخدام اختبار التمايز
( Discrmint ) أن هناك اضطراب بالمناخ الأسري وتدني في وظيفة الأسرة الاجتماعية والعاطفية لبناتها .
كما يتضح من خلال عرض معدل مساهمة المتغيرات الأسرية بالأمان العاطفي عند البنات في الأسرة السعودية من خلال الجدول الآتي رقم ( 2 ) :
الترتيب
المناخ الأسري ومستوى مساهمته بأمان البنت العاطفي
معدل المساهمة بالأمان العاطفي
مستوى المساهمة بالأمان العاطفي
1
تواجد الأم في المنزل ومجالستها البنت
0.50
متوسط
2
عدل الوالدين بين الأولاد في المشاعر والمحبة
0.49
متوسط
3
اهتمام الأب والسؤال عن أحوال البنت
0.39
ضعيف
4
استقرار العلاقة الزوجية بين الوالدين
0.34
ضعيف
5
معاملة الأم الحسنة للبنت
0.32
ضعيف
6
اهتمام الأشقاء الذكور بالأخت
0.30
ضعيف
7
احترام وتقدير الأم للأب
0.28
ضعيف
8
توفر الأسرة مصروف شخصي للبنت
0.27
ضعيف
9
توفر الأسرة الحاجات الضرورية للبنت
0.25
ضعيف
10
استقامة الأم
0.20
ضعيف جداً
11
حنان وعطف الأم
0.20
ضعيف جداً
12
تواجد الأب في المنزل ومجالسته للبنت
0.16
ضعيف جداً
13
المعاملة الحسنة للأب
0.08
ضعيف جداً
14
العلاقات العائلية للأسرة
0.07
ضعيف جداً
15
المستوى الاقتصادي للأسرة
ــ 0.4
ضعيف جداً
تبرهن البيانات الإحصائية لاختبار التمايز في الجدول السابق تدني في وظيفة الأسرة في تحقيق الأمان العاطفي لبناتهن . فالبنات في ضل هذا المناخ الأسري يشعرن بمعدل حرمان عاطفي قوي فتفقد البنت الدفء العاطفي والانسجام الأسرى ، فالمناخ الأسرى مضطرب وخبرات الطفولة والشباب عند الإناث وأساليب المعاملة الوالدية يسودها الإحباط والحرمان والإهمال والقسوة والنبذ والإهمال وعدم الحب فاتسمت حياتهن بعدم الأمان العاطفي .
ثانياً : ثقافة الأزواج الأسرية وحرمان الزوجة عاطفياً :
التوافق الزواجي هو ميل الزوجين لتجنب أو إعادة حل المشكلات وتبادل وتقبل المشاعر والعواطف والمشاركة في المهام والمسؤوليات .
وقد تبين من خلال الدراسة الميدانية أن الزوجات المحكوم عليهن بعقوبة السجن لارتكابهن أفعال محرمة كن يعشن في مناخ أسري مضطرب وغير سليم وبسبب ذلك يشعرن بمعدل حرمان عاطفي كبير وضعف بالشعور بالأمان العاطفي ، وانخفاض في درجة التواصل الفكري والوجداني والعاطفي والجنسي بين الزوجين ، وتعاني الزوجة أشد المعاناة بالنبذ والإهمال بصورة المتعددة من الزوج كالانشغال والسهر خارج المنزل وكثرة الأسفار ، كما تعاني من ضعف في التوافق العاطفي وجفوة من قبل الزوج وفقدان للحنان والصدر الحنون .
كما ثبت من الدراسة الميدانية أن الزوجة المحكوم عليها بالسجن كانت لا تجد في كنف الزوج الأمان العاطفي والاستقرار الاجتماعي لقلة تعامل الزوج مع زوجته بأسلوب المودة والرحمة فيقل بذلك الاحترام المتبادل أو الالتزام بأداء الحقوق والواجبات ومراعاة مشاعر الآخر ، مما يمنح فرصة بشيوع أسلوب النبذ والإهمال في معاملة الزوج لزوجته فيتصف بضعف غيرته نحو الزوجة ، فيتركها تفعل ما يحلوا لها دون محاسبة أو عقاب، وعدم الاهتمام بمطالبها وحاجاتها ومشكلاتها ومشكلات أولادهما، ويصل أحياناً الأمر إلى حد عدم الاكتراث بوجودها ، وهو ما تثبته متغيرات أسرية مستقلة له أثر واضح في تحديد مستوى الحرمان العاطفي عند الزوجات في المجتمع السعودي ، كما يتبين في الجدول الآتي رقم ( 3 ) :
الترتيب
مناخ الأسرة الزواجية ومستوى مساهمة الزوج بأمان الزوجة العاطفي
معدل المساهمة بالأمان العاطفي
مستوى المساهمة بالأمان العاطفي
1
تبسم الزوج وميله إلى الفرح في الحياة الزوجية
0.56
متوسط
2
تعامل الزوج مع الزوجة بالمودة والرحمة
0.45
متوسط
3
غيرة الزوج على زوجته
0.42
متوسط
4
مستوى قناعة الزوجة أصلاً بالزواج ( الإكراه بالزواج )
0.41
متوسط
5
مستوى التجانس الفكري والعمري وندرة المشاكل والاختلافات
0.30
ضعيف
6
ميل الزوج إلى الجلوس مع الزوجة ليلاً وعدم السهر
0.23
ضعيف
7
الإشباع الجنسي للزوجة
0.22
ضعيف
8
قوة شخصية الزوج
0.14
ضعيف جداً
9
الاهتمام بمشكلات الأولاد
0.12
ضعيف جداً
10
الاعتدال بسفر الزوج لوحدة
ــ 0.02
ضعيف جداً
11
تواجد الزوج بالمنزل وقلة مشاغلة
ــ 0.02
ضعيف جداً
ويبدوا من المقدمة ومن خلال عرض البيانات المتعلقة بمستوى المناخ الأسري للإناث المتزوجات وغير المتزوجات أن هناك تدني بمعدل شعور كثير من النساء مرتكبات الفعل الإجرامي بالأمان العاطفي وأنهن يعانن من الشعور بمعدل حرمان عاطفي كبير كما كشف ذلك التحليل الإحصائي الموضح بالجدول الآتي رقم ( 4 ) :
الحالة الاجتماعية للمرأة مرتكبة الجريمة
الشعور بالحرمان العاطفي
( % )
لا يوجد حرمان عاطفي
( % )
متزوجات
55.9
44.1
مطلقات
67.7
32.3
غير متزوجات ( بنات )
50
50
المبحث الأول
الحرمان العاطفي بسبب طقوسية الزواج وعلاقته بجرائم الإناث
كشفت الدراسة الميدانية أن هناك من المتزوجات المحكوم عليهن بالسجن لارتكابهن أفعال إجرامية كن يفتقدن الاستقرار بالحياة الزوجية ويقل توافقهن الزواجي مع أزواجهن ويشعرن بالحرمان العاطفي بسبب الفارق العمري والإكراه بالزواج ، وبالتالي عدم التلاقي والتقارب بالأفكار والتفاهم والحوار ، فلا يوجد تبادل للمشاعر الدافئة التي تبعث الحيوية في العلاقات الزوجية ، مما يضطرهم إلى البحث عن ذلك النوع الدافئ من المشاعر بأي شكل من الأشكال، حتى ولو اضطرهم ذلك إلى ارتكاب سلوك محرم تحقق لهم تقدير للذات ، وتحصل على إعجاب الرجال الآخرين بنظرتهم إليها بالإعجاب والتقدير، مما يرفع عند أنفسهن مركزهن الاجتماعي والمعنوي ويرفع معدل الرضا عن أنفسهن ، وكل هذا يساعد على تمسك الزوجة بحياتها الزوجية وديمومتها مع زوجها لإضفاء صفة الشرعية على عملية الإنجاب ولتحافظ على المكاسب والمصالح ورعاية الأولاد من استمرار الزواج ، وهذا ما يسمى بالزواج الطقوسي وهو الذي يدوم لمصالح مادية واجتماعية بدون أن يحقق إشباع لاحتياجات نفسية وعاطفية، فتستمر الحياة الزوجية كممارسة طقوسية اعتيادية لكن بدون أن يتحقق الهدف الرئيسي من الزواج وهو الحصول على الأمان العاطفي ، لذلك يبحثن مثل تلك الزوجات عن الحب والحنان خارج نطاق الزوجية بسلوكيات محرمة ، وكأن الفعل الإجرامي يفسر عندهن بحثاً عن مشاعر عاطفية دافئة . وهو ما تشير إليه البيانات في الجدول الآتي رقم ( 5 ) :
الدافع إلى الجريمة
مدى الشعور
بالحرمان
الحاجة المادية
إشباع الغريزة الجنسية
مشاكل الوالدين
انتقام وكراهية الزوج
البحث عن مشاعر الحب والحنان
المجموع
لا يوجد حرمان عاطفي
9.8
1.6
1.6
13.1
18
44.1
يوجد حرمان عاطفي
9.8
ــــــ
ـــــ
24.8
21.3
55.9
تبرهن البيانات بالجدول السابق أن ( 21.3% ) من المتزوجات مرتكبات الجرائم كانت طقوسيات في حياتهن الزوجية ويعشن حياة اعتيادية مدعمه بالعلاقات العاطفية الفجة والسطحية ولذلك يرتكبن الأفعال المحرمة بحثاً عن مشاعر الحب والحنان والتي لم تتوفر في ظل الحياة الأسرية مع الزوج .
وقد كشفت الدراسة الميدانية من خلال التحليل الإحصائي المتقدم لمتغيرات الدراسة المحددة لسلامة المناخ الأسري في الحياة الزوجية أن أهم العوامل التي تحد من الدفء في العلاقات الزوجية وتزيد من السطحية والطقوسية في الحياة الزوجية هي خمسة عوامل رئيسة رتب أهميتها وقوة تأثيرها الاختبار الإحصائي التمايز ( Discrimint ) كما يتبين من خلال نتيجة الاختبار في الجدول الآتي رقم ( 6 ) :
الترتيب
العوامل المؤثرة على الطقوسية بالزواج والحرمان العاطفي عند الزوجات
الأول
كثرة المشاكل والاختلافات بسبب وجود فارق عمري وعدم تجانس فكري بين الزوجين
الثاني
عدم قناعة الزوجة أصلاً بالزواج ( الإكراه بالزواج )
الثالث
فقدان الزوجة المودة والرحمة من الزوج
الرابع
سهر الزوج كثيراً خارج المنزل
الخامس
ضعف شخصية الزوج
يلاحظ من خاصية العوامل السابقة وترتيبها أن الحرمان العاطفي عند الزوجات مرتكبات الأفعال المحرمة ينتج بسبب الطقوسية بالزواج بحثاً عن مشاعر الحب والحنان ناجماً أساساً من الفارق العمري والفكري بين الزوجين أو وجود قسر وإكراه بزواج المرأة مما يفقد المودة والرحمة في العلاقات الزوجية وقد تتعرض الزوجة للنبذ والإهمال بسهر الزوج لضعف شخصية الزوج وبسبب عدم التجاذب والتقارب والتجانس مع الزوجة في لخصائص والسمات الاجتماعية والنفسية .
وثبت من تحليل الدراسة الميدانية أن حجم الجريمة يزداد أكثر عند المتزوجات اللاتي يشعرن بمعدل حرمان عاطفي كبير بسبب طقوسية وروتين الحياة الزوجية ، وتبين من التحليل الإحصائي أن هذا النمط من الحرمان العاطفي يدفع أكثر إلى ميل المرأة إلى ارتكاب الخيانة الزوجية وممارسة الأفعال الجنسية المحرمة بسبب التعاسة والشقاء وسوء التوافق الزواجي ، كما يتبين من بيانات الجدول الآتي رقم ( 7 ) :
جريمة المرأة بسبب البحث عن مشاعر الحب والحنان
جرائم جنسية
جرائم مالية
سكر ومخدرات
أخلاقيات وسكر ومخدرات
قتل واعتداء
المعدل ( % )
28.4
4.5
10.4
0.9
4.5
وصوب هذا الاتجاه أكد تحليل البيانات الإحصائية الميدانية أن النساء المتزوجات واللاتي يعشن حياة زوجية طقوسية ( اعتيادية ) خالية من المشاعر والعواطف الدافئة والمتبادلة يرتبط حرمانهن العاطفي أكثر بالفارق العمري الكبير مع أزواجهن أو بسبب زواجهن بالإكراه وعدم احترام قرار اختيارهن مما ينتفي معه الانسجام والتوافق الزواجي والعاطفي والجنسي ، كما يتضح من خلال الجدول الآتي رقم ( 8 ) :
مدى الشعور بالحرمان
العاطفي
عمر الزوجة عند
الزواج الإكراه بالزواج
لا يوجد حرمان عاطفي ( % )
الشعور بالحرمان العاطفي ( % )
ارتباط بيرسون
15سنة فأقل
40.7
65.8
ــ0.24
16 ــــ 19 سنة
33.3
21.1
دلاله = 0.05
20 ــــ 26 سنة
25.9
13.2
علاقة العمر عند الزواج بنمط الجريمة كا2 = 0.74
غير مكرهة بالزواج
58.7
41.3
الارتباط الثنائي الحقيقي = 0.46
مكرهة على الزواج
9.5
90.5
علاقة الإكراه بالزواج بنمط الجريمة كا2 = 0.38
تبرهن البيانات السابقة وخاصة من قيمة مقياس الارتباط بيرسون العكسي
( ــ 0.24 ) وأن معدل الحرمان العاطفي يزداد أكثر كلما صغر عمر الزوجة
( 15 سنة فأقل ) وتشير قيمة اختبار العلاقة ( كا2 ) والتي تساوي ( 0.74 ) أن صغر العمر عند الزواج يمنح احتمال وجود الحرمان العاطفي عند الزوجة والميل خاصة نحو ارتكاب الأفعال الجنسية المحرمة بحثاً عن مشاعر الحب والحنان .
ومن ناحية أخرى يلاحظ من بيانات الجدول السابق أن غالبية النساء اللاتي لا يجدن الأمان العاطفي في أسرتهن الزواجية ( 90% ) هن من المكرهات على الزواج ، واثبت اختبار الارتباط الثنائي الحقيقي أن هناك ارتباط بدرجة ( 0.46 ) بين الإكراه بالزواج ومستوى الشعور بالحرمان العاطفي ، وتشير قيمة اختبار
العلاقة ( كا2) والتي تساوي ( 0.38 ) أن الإكراه بالزواج يدفع إلى الحرمان العاطفي وله علاقة بارتكاب أفعال الخيانة الزوجية بحثاً عن العلاقات الحميمة والدافئة .
وصوب هذا الاتجاه فإن الدراسة أثبتت أن الزوج والزوجة في تباعد واغتراب أكثر نتيجة للفارق العمري ، فتعاني الزوجات الصغيرات من نقص في إشباع حاجاتهن العاطفية والاجتماعية وضعف في المرغوبية نحو الزواج وتطاردهن نظرات الازدراء والاحتقار من الآخرين، وفي أحسن الأحوال العطف والشفقة، مما يجعلهن غير راضين عن حياتهن الزوجية، بل رافضين لها وكارهين لوجودها ، وقد ثبت ذلك من التحليل الإحصائي للبيانات الميدانية وخاصة من اختبار العلاقة ( كا2 ) والتي تساوي ( 0.03 ) ومقياس الارتباط ( جاما ) والذي يساوي ( 0.14 ) وهاتان القيمتان تبرهنان أن هناك ارتباط طردي ضعيف جداً بين عمر الزوج وعمر الزوجة عند زواجهما، وأن الفارق العمري يتسع بينهما كبير لصالح الأزواج ، وأن الغالبية ( 50.8% ) من النساء مرتكبات الجرائم قد تزوجن بسن صغير جداً( 15سنة فأقل ) كما تبرهن البيانات الآتية في الجدول رقم ( 9 ) :
عمر الزوجة عند الزواج
عمر الزوج عند الزواج
15سنة فأقل
( % )
16 ــ 19 سنة ( % )
20 ــ 26 سنة ( % )
15 سنة فأقل
1.6
ــــ
ــــ
16 ــ 19 سنة
5.5
0.8
ــــ
20 ــ 26 سنة
11.7
12.5
6.3
27 ــ 30 سنة
9.4
6.3
2.3
31 ــ 39 سنة
5.5
2.3
4.7
40 ــ 49 سنة
7.8
1.6
3.1
50 ــ 59 سنة
3.9
0.8
2.3
60 ــ 69 سنة
3.9
1.6
2.3
70 ــ 79
1.6
1.6
0.8
المجموع
50.8
37.3
21.9
المبحث الثاني
الحرمان العاطفي وتمرد الزوجات بارتكاب الجريمة والانحراف
كشفت الدراسة الميدانية أن الحرمان العاطفي عند الزوجة قد لا يدفع إلى ارتكاب الفعل الإجرامي بحثاً عن مشاعر الحب والحنان كما في الزواج الطقوسي كما ذكرنا في المبحث السابق ، فقد ترتكب بعض الزوجات الأفعال المحرمة كانتقام وكراهية للزوج بسبب ما تعانيه من إحباطاً وشعور بالعجز مما قد يدفعها ذلك إلى التنفيس عن هذه الضغوط بالعدوان والتمرد , ففقدان المودة والرحمة مع الزوج والشعور بالنبذ والإهمال منه يشعرها بتهديد في حياتها الزوجية وانصراف زوجها عنها ، فتندفع في ثورات عارمة ضد زوجها تتمثل في ابشع صور الكراهية للزوج وهو ارتكاب الجريمة كأسلوب انتقام وتشفي من حرمان الزوج عاطفته نحوها ، وهو ما توضحه بيانات الجدول الآتي رقم ( 10 ) :
الدافع إلى
الجريمة
مدى
الشعور
بالحرمان العاطفي
الحاجة المادية
( % )
إشباع الغريزة
( % )
مشاكل وقسوة والدين
انتقام وكراهية للزوج
البحث عن مشاعر الحب والحنان
لا يوجد حرمان عاطفي
9.8
1.6
1.6
13.1
18
يوجد شعور بالحرمان العاطفي
9.8
ـــ
ـــ
24.6
21.3
توضح بيانات الجدول أن ( 24.6% ) من النساء المتزوجات المحكوم عليهن بالسجن لارتكاب أفعال جنائية محرمة كان الدافع الرئيسي لهن هو كرد فعل لسلوك وأسلوب الأزواج معهن ويعبر عن انتقام وتشفي وكراهية للزوج .
وقد حددت الدراسة باستخدام اختبار التمايز الإحصائي ( التمايز ) أهم العوامل المؤثرة بحرمان المرأة المتزوجة عاطفياً والتي يمكن أن تدفع بها إلى ممارسة أفعال جنائية محرمة انتقام وتشفي وكراهية للزوج ، وتبين من نتيجة الاختبار أن خاصية العوامل المؤثرة بالحرمان والانتقام ناجم من الإهمال والنبذ وعدم الانسجام والتوافق الجنسي .
كما يتضح من جدول اختبار التمايز ( Discrimint ) الآتي :
الترتيب
العوامل المؤثرة بحرمان الزوجة عاطفياً والتي تدفعها إلى ارتكاب الجريمة كانتقام وكره للزوج
الأول
فقدان الزوجة مودة ورحمة الزوج
الثاني
عدم الإشباع الجنسي للزوجة
الثالث
كثرة أسفار الزوج لوحدة
الرابع
كثرة مشاغل الزوج وتغيبه عن المنزل
الخامس
عدم متابعة مشاكل واحتياجات الأولاد
وصوب هذا الاتجاه فقد توصلت الدراسة الميدانية أن عدوانية وتمرد الزوجة على الزوج بممارسة أفعال جنائية محرمة بسبب فقدانها المودة والرحمة في تعامله ومواقفه المتشددة ضدها ، وانتفاء الانسجام والتوافق العاطفي الجنسي وشعورها بالحرمان الجنسي يكون كل ذلك دافعاً كبيراً إلى ممارسة الخيانة الزوجية وارتكاب أفعال جنسية محرمة مع الآخرين انتقاماً من زوجها ولو على حساب عرضها وكرامتها فراراً من جحيم وحياة لا تطاق وتشفي وتعبيراً عن الانتصار على الرجل، كما يتبين من خلال عرض بيانات الجدول الآتي رقم ( 11 ) :
جريمة المرأة بسبب الانتقام وكره الزوج
جرائم جنسية
جرائم مالية
سكر ومخدرات
أخلاقية وسكر ومخدرات
قتل واعتداء
معدل ( % )
17.5
1.6
6.3
7.9
4.8
المبحث الثالث
الحرمان العاطفي المرتبط بطلاق المرأة وارتكابها الجريمة والانحراف
كشفت الدراسة الميدانية ومن خلال التحليل الإحصائي أن المرأة المطلقة المحكوم عليها بالسجن لارتكابها أفعال جنائية محرمة كانت تعيش ظروف زواجية قاسية بسبب سيادة واستمرار التوتر الأسرى، وبسبب عدم التجانس العاطفي والجنسي مع الزوج لوجود فارق عمري وعدم وجود تجانس بالمستوى الفكري والثقافي بين الزوجين ، وقد حدد التحليل الإحصائي باستخدام اختبار التمايز ( Discrimint ) سبعة عوامل رئيسة كانت مؤثرة على حرمان الزوجات عاطفياً وبالتالي تعرضهن للطلاق , ويمكن تحديد مستوى تأثيرها من خلال الجدول الآتي رقم ( 12 ) :
الترتيب
العوامل المؤثرة على حرمان الزوجة عاطفياً وتعرضها للطلاق
الأول
كثرة المشاكل والاختلافات بين الزوجين بسبب وجود فارق عمري أو عدم تجانس فكري
الثاني
عدم الإشباع الجنسي للزوجة
الثالث
فقدان الزوجة المودة والرحمة من الزوج
الرابع
ضعف غيرة الزوج على الزوجة
الخامس
عد