كلما أجهدت نفسك كانت الحياة أسهل عليك، أو كما يقولون في البحرية: كلما زاد العرق وقت السلم قلت الدماء وقت الحرب
أحد أصدقاء طفولتي هو من علمني هذا المبدأ بشكل عملي، فعندما كنا نلعب في دوري البيسبول للناشئين كانت تواجهنا دائما مشكلة السرعة الكبيرة التي كان القاذف المنافس يقذف بها الكرة
وبدأنا نخاف من الذهاب إلى المكان المخصص لضرب الكرة، فلم يعد في هذا اية متعة بل أصبح شيئاً نحاول القيام به دون أن تنسبب لأنفسنا في احراج كبير.
ثم طرات على ذهن صديقي فكرة. حيث سألني: ماذا لو كانت الرميات التي نواجهها في المباراة أبطأ من تلك التي نواجهها في التدريب؟
فقلت له هذه هي المشكلة فنحن لانعرف أي شخص يمكنه أن يرمي بهذه السرعة لنا حيث تبدو الكرة وكأنها حبة اسبيرين تأتيك بسرعة 200 ميل في الساعة.
فقال صديقي أعرف أنه لا يوجد لدينا من يرمي بهذه السرعة ولكن ماذا لو لم تكن الكرة كرة بيسبول؟ واخرج من جيبه كرة جولف بلاستيكية صغيرة بها ثقوب، وقال هات مضرب
أخذت مضرب البيسبول وذهبنا إلى الحديقة وبينما أقف في المنطقة المخصصة لصد الكرة قام صديقي بقذف الكرة بعيدا بينما كنت أحاول السيطرة عليها وقال صديقي ضاحكا هذا اسرع من أن يفعله أي شخص آخر في دوري الناشئين ثم أخذنا نتبادل الأدوار.
وعندما حل موعد المباراة التالية في الدوري استطعت أن أضرب الكرة واحصل على أول وأفضل نقطة في المباراة وكانت الكرة تبدو كما لو انها معلقة في الهواء إلى الأبد حتى استخلصها أنا.
وهذا الدرس الذي علمني اياه صديقي لم أنسه ابدا فعندما أخاف من شيء قريب الحدوث أجد طريقة لفعل شيء أصعب منه بل أكثر إخافة وبمجرد قيامي بالشيء الأصعب سيصبح الشيء الحقيقي متعة فائقة.
وكان الملاكم العالمي محمد علي كلاي يستخدم هذا المبدأ في اختيار اللاعب الذي يشاركه التدريب.
ويمكنك دائما أن تعد معركة أكبر من التي ستواجهها في الواقع ولاحظ مدى تأثير ذلك على درجة تحفيزك عندما تواجه التحدي الحقيقي.