اساليب المعاملة الوالدية وتأثيرها على المراهق.
من المعروف إن مرحلة المراهقة مرحلة حرجة في حياة الفرد ، وهي فترة غامضة بالنسبة للمراهق بحيث يسيطر عليه الارتباك لعدم تحديد أدواره التي يجب عليه القيام بها ، مما يؤدي إلى نشوء حالة انفعالية لديه.
وقد اختلف العلماء في تفسير أسباب نشوء هذه الحالة الانفعالية التي تسود حياة المراهق ، فهناك من يرى إن أسبابها تعود إلى حدوث تغييرات في إفرازات الغدد والبعض يرجعها إلى عوامل البيئة المحيطة به، أو المسببين معا.
وبما إن المراهقة ليست مستقلة بذاتها استقلالا تاما ، وإنما هي تتأثر بما مر به الفرد من خبرات في المراحل العمرية السابقة، فإنها تتأثر بما يقوم به الوالدان بدور بارز في تشكيل شخصية الأبناء وهذا ما يؤكده علماء النفس .
وعليه فان الأسرة تعتبر أول صورة للحياة ومن خلالها ينمو إحساس المراهق بالأمن والتقبل ، والمراهقة المتوافقة ، هي انعكاس لحياة أسرية مستقرة خالية نسبيا من الصراعات، يقوم فيها الوالدان بدور مميز في بناء شخصية المراهق من خلال معاملتهم له، وان الأساليب الغير متوازنة تجعله عرضة للإصابة بالأمراض النفسي،وان علماء النفس يؤكدون على ان المعاملة السيئة تشعر المراهقين بفقدان الأمن ، وتصنع في أنفسهم بذور التناقض الوجداني ، وتنمي فيهم مشاعر النقص والعجز عن مواجهة مصاعب الحياة، وتعودهم كبت انفعالاتهم، وتوجيه اللوم إلى أنفسهم ، وعندما يكبرون توقض صراعات الحيات الجديدة ؛ الصراعات القديمة لديهم.
وتتباين أساليب المعاملة الوالدية ويختلف تأثيرها النفسي أو الاستجابة لتلك الأساليب التي ينتهجها الوالدان في تنشئة الأبناء خاصة المراهقين الذين يتميز بناؤهم النفسي في تلك المرحلة بالصراع والقلق والحساسية المفرطة.
كما ان معرفة أساليب المعاملة الوالدية يعتبر ذات أهمية بالنسبة للوالدين؛ وذلك لفهم طبيعة المراهق وما يتعرض له من الأساليب أثناء تنشئته الاجتماعية، وأثرها على تكوين شخصيته، ولتفسير وتشخيص اضطراباته النفسية وانحرافاته السلوكية، ولمساعدته على حل مشكلاته وتحقيق الصحة النفسية